بعد أن تعرضت والدتها لانزلاق غضروفى، كان على «دينا»، 21 سنة، أن تترك عملها فى أحد الكافيهات، وتجلس مكان الأم على فرشة صحف بمنطقة المعادى، لتكمل المسيرة التى دامت ثلاثين عاماً.
تقول «دينا» إن والدها يعمل سائقاً على عربات النقل، واختارت والدتها أن تساعده فاعتادت الجلوس على فرشة الصحف تلك من السابعة صباحاً حتى الثالثة عصراً، إلى أن تمكنت من تزويج ثلاثة أبناء، ومع تقدمها فى العمر صار الجلوس على فرشة الصحف صعباً عليها، فتدخلت «دينا»: «ما ينفعش أسيب ماما فى الظروف دى، وأفضل فى شغلى، كان لازم أحافظ لها على شغلها اللى استمر 30 سنة، وصرفت منه علينا وجوزت إخواتى منه، وما ينفعش أحسسها إن شغلها مالوش لازمة، أو هى دورها انتهى، ده أقل حقوقها عندى إنى أحسسها إنه مهما كبرنا هنفضل محتاجين لها».
تحكى «دينا» أنها عملت فى عدة مجالات لتساعد أسرتها فى الإنفاق على تعليم أصغر أخواتها: «أنا اشتغلت فى كذا مكان، بحب أغيّر المكان أو المجال عموماً عشان أكسر الملل والروتين، وبحب أغامر وأجرب عشان أبقى اشتغلت فى كل حاجة، ويبقى عندى خبرة أكبر، أول مرة اشتغلت كان عندى 17 سنة، اشتغلت بياعة فى محل مخبوزات هنا فى المعادى، ولما ثبت نفسى خلونى مسئولة عن الفرع كله، وبعد سنتين لقيت فرصة إنى أشتغل وايتر فى التجمع الخامس، فحبيت أغيّر مجالى واشتغلت وايتر وحبيت الشغلانة دى جداً».
أما عن طموح الشابة العشرينية فلا مجال لنسيانه، بل تضعه فى مقدمة خططها المستقبلية: «أنا سِبت المدرسة وأنا فى إعدادى عشان ظروفى المادية، لكن أنا كان نفسى أكمل تعليم، وأدخل كلية هندسة، نفسى أدرس ديكور، فلما الظروف تساعدنى إن شاء الله هرجع للدراسة تانى».