تُعد دور رعاية المسنين عائلات بديلة لكبار السن، فهى ليست مكاناً خالياً من الحياة والرفاهية كما يعتقد البعض، لكنها الأنيس والجليس لمن قست عليهم الحياة، ورعايتهم اجتماعياً وصحياً، ليجدوا أملاً من جديد يعيشون من أجله باقى أعمارهم.
يحكى محمد كمال، مالك دار عائلة «الوفاء والأمل» لرعاية المسنين بالمعادى، عن سبب إنشائه الدار، فقد اختمرت الفكرة فى رأسه منذ 7 سنوات، حينما عاصر تجربة إنسانية أثرت فيه كثيراً لأحد أقاربه، تعرّض لوعكة صحية نتج عنها بتر لأجزاء بجسده، فأصبح غير قادر على خدمة نفسه، لتحضر العائلة جليساً له، لكنه لم يتلقَّ الرعاية المناسبة واجتمعت العائلة فى نهاية المطاف على إيداعه إحدى دور المسنين، كأنسب حل، حتى تتحسن صحته، وبعدها قرر «كمال» إنشاء الدار.
«كمال»: نوقع الكشف الطبى عليهم لضمان عدم تفشى الأمراض.. ونعلمهم حرفاً يدوية
يقول «كمال» إن القائمين على الدار يوقعون الكشف الطبى على النزلاء، ويسألون عن حالتهم الصحية ويفحصون تقاريرهم الطبية إن وجدت، كما يخضعونهم للتحاليل والفحص للاطمئنان على صحتهم من أى أمراض معدية، قد تسبّب بعض المشكلات الصحية لباقى النزلاء: «النزيل لو جاى من المستشفى لازم أشوف تقريره الطبى، ولو جاى من البيت باطلب شوية تحاليل علشان أتأكد أنه كويس».
يؤكد صاحب الدار حرصه على توفير جميع مناحى الحياة لكبار السن بخلاف الطعام والشراء، كممارسة الأنشطة الترفيهية وإقامة الاحتفاليات الكبيرة، مثل أعياد الأم والأب والحب، إلى جانب توزيع الهدايا الملائمة لكل مناسبة، وتعليمهم بعض الحرف اليدوية مثل «التريكو»: «الناس دى مش موجودة بس علشان تاكل وتشرب، لكن من حقهم يعيشوا زينا ويشوفوا الدنيا». وحسب «كمال»، تتميز الدار بتقديم أكل بيتى، يعده أفضل الطهاة لضمان الجودة والنظافة، ووضعه فى «سرفيس» مخصص للطعام: «إحنا بنقدم الأكل اللى بناكله فى بيوتنا، وفى الأعياد زى عيد الأضحى بنعمل حفلة شوى فى الحديقة، وفى شم النسيم بنقدم رنجة وفسيخ، إحنا البيت الثانى لهم».
يرى «كمال» أن العصر الحالى اختلف كثيراً عن الماضى ولم يعد من الممكن الاكتفاء برعاية الكبار فحسب، فأصبح من اللازم تعليمهم حرفة تعود عليهم بالدخل، إلى جانب الرفاهيات، لضمان استمرارية الحياة.