«ما لقيت فرحان في الدنيا زي الفرحان بنجاحه»، كلمات غناها العندليب الراحل عبدالحليم حافظ للطلاب الناجحين، رأى أنَّ أعظم فرحة في الحياة هي فرحة نجاح الطالب وأقسم على ذلك بأفراح قلبه وهناه، وهو ما يأمل طلاب الثانوية العامة أنَّ يعيشونه في الساعات اليوم، عقب ما يشعرون به حاليًا من توتر بسبب انتظار ظهور النتيجة، لتدق السعاد أبواب بيوتهم وتعمها الفرحة والاحتفالات، وخاصة طلاب محافظات الصعيد ووجه قبلي، ولكن أي احتفالات، هل تتشابه احتفالات النجاح في الثانوية هناك مع مثلها في القاهرة؟
«عبدالله»: الشربات لسه موجود وفرحته في صنعه.. والنجاح في الصعيد بمثابة إنجاز
عبدالله السيد أحد التجار المشهورين بمحافظة سوهاج، يروي تفاصيل فرحة نجاح طلاب الثانوية العامة في الصعيد، ومدى الاختلاف عنها في القاهرة، بحكم أنَّه ولد وتربى هناك ولكن عمله أجبره على العيشة في العاصمة، «فرق كبير جدا، الصعيد مهما طالها من تطور في الفترة الأخيرة فهي برضه لسه محصلتش القاهرة عشان كدة اللي بيتفوق من هناك بيبقى عمل إنجاز والفرحة بيه بتكون أكبر».
وأضاف «عبدالله» لـ«» أنَّ الأهالي الذين يتفوق أبنائهم في الثانوية العامة، يسرعون فورا إلى بلّ الشربات وتزيعه، تلك العادة اللتي اختفت من القاهرة وحل مكانها «الحاجة الساقعة»، كونها أخف ولا تحتاج تحضير، «الشربات عندنا حلاوته في تجهيزه وتحضيره مخصوص للمناسبة مش زي الكانز اللي ممكن تبقى في إيد الواحد في أي وقت، إنما الشربات عمرك ما تشوفه غير في أوقات الفرحة وبس».
«الحديني»: أهل الناجح بيدبحوا عجل ويوزعوه.. والجيران بيهنوا بشاي وسكر
يتفق علي الحديني مع حديث عبدالله، حيث يرى أنَّ الاحتفال بنجاح طلاب الثانوية في الصعيد له عادات معينة لا توجد في غيرها من محافظات مصر، «في البدابة كان موجود عادة ضرب النار ولكن الحمدلله اختفت، وبقت بتتبدل بالدبح، كل اللي ابنه بنجح يدبح حاجة لأهل البلد على قد مقدرته من الخروف لحد الجمل».
ويوضح «الحديني لـ«»، أنَّ هناك عادة أخرى يحتفل بها الجيران والأهل بأسرة الطالب الناجح، وهي إهداء السكر والشاي لها، «السكر والشاي بيتوزع في النجاح برضه، زي ما بيحصل وقت الزفاف أو العزاء، لأن أي حد بيعزم على حد في الصعيد بيقوله تعالى أشرب شاي، عشان كدة الجيران بيقدموا التهاني بأنهم يدوا سكر وشاي للناجح، والبنات بيجيلهم حاجات في جهازهم كهدية زي الفرش واللبس».