نتائج متعلقة بالتحنيط والمواد المستخدمة في ورش المصري القديم، كشفت عنها دراسة ألمانية بعد تحليل عينات عثر عليها في ورشة للتحنيط يتجاوز عمرها 2500 عام، مشيدين بالمصريين القدماء الذين كانوا أساتذة في علم الكيمياء.
تفاصيل الدراسة البحثية
وقام فريق دولي من الباحثين بتحليل 31 أوعية خزفية تم انتشالها من ورشة التحنيط في سقارة؛ ليوضحوا إن وصفات التحنيط المكتشفة حديثا، والتي استخدمها القدماء المصريين تحتوي على راتنج الأشجار والعرعر وشمع العسل، بحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي أشارت إلى أن القدماء المصريون كانوا يستوردون هذة المواد من مناطق بعيدة مثل جنوب شرق آسيا ولها خصائص مهمة مضادة للبكتيريا، كما تم استخدام خلطات أخرى لتنعيم البشرة.
وخلال الدراسة وجدوا العلماء ثلاثة خلطات مختلفة تحتوي على مواد مثل راتنجات الإيليمي وراتنج شجرة الفستق وشمع العسل والمنتجات الثانوية للعرعر، والتي كانت تُستخدم خصيصًا لتحنيط الرأس أيام الفراعنة.
تعليق باحث أثري
عماد مهدي، الباحث الأثري، أكد لـ«» أن الدراسة الألمانية أكدت معلومات لدينا، حيث عُرف أن المصري القديم استخدم الزيوت الراتنجية من الأرز اللبناني والأصماغ والمواد المستخدمة معظمها من مناطق خارج مصر، كما أن هناك العديد من الشواهد الأثرية تظهر تقديم وفود أسيوية وإفريقية للهدايا من زيوت ومنتجات بلدهم إلى مصر.
وتابع الباحث الأثري، حديثه قائلا إن علماء مصر القديمة يعلمون جيدا أن بعض الأشجار والنباتات الطبية والعطرية لا تتواجد إلا في مناطق إستوائية ولهم علاقات واتصالات تجارية مع الحضارات المجاورة، حيث لا شك أن خبرة المصري القديم الطبية جعلته يستورد النبات والأشجار ليستخدمها في معاملة الطبية وورش التحنيط.
وأوضح «مهدي»، أن ورشة التحنيط التي عملت عليها الدراسة الألمانية هي من اكتشاف الأثري الدكتور رمضان البدري، والذي عثر عليها عام 2018 وهي عبارة عن ورشة التحنيط بها حاويات ومواد كيميائية تبرز ما يعتمد عليه المصري القديم في التحنيط.