رغم ظهور التنمر الإلكتروني حديثًا وارتباطه بالتطور التكنولوجي، ولكن تأثيره أعمق وأكبر وذلك بحسب دراسة حديثة، أكدت أن التنمر عبر الإنترنت له تأثير لا يحمد عقباه على ضحاياه خصوصا المراهقين وذلك بعد مقارنة بالتنمر التقليدي الذي يتم عبر المواجهة الشخصية.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قام باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية بتحليل بيانات أكثر من 10 آلاف طفل أمريكي تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 13 عاما في الفترة من يوليو 2018 إلي يناير 2021، لدراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين.
ووجد الباحثون أن ضحايا التنمر عبر الإنترنت في مرحلة المراهقة المبكرة هم أكثر عرضة للإبلاغ عن الأفكار والمحاولات الانتحارية من أولئك الذين تعرضوا للتنمر عبر المواجهة الشخصية.
وقال باحثو الدراسة: «في الوقت الذي يقضي فيه المراهقون الصغار وقتا أطول على الإنترنت أكثر من أي وقت مضي، تؤكد هذه الدراسة التأثير السلبي الذي يمكن أن يحدثه التنمر في الفضاء الافتراضي على هؤلاء الصغار».
يتزايد الانتحار عند الأطفال بشكل مطرد
وبحسب الدراسة يتزايد معدل الانتحار عند الأطفال بشكل مطرد وفي عام 2018 أصبح السبب الرئيسي الثاني لوفاة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأوضحت الدراسة أنه في العصر الحديث وخصوصا منذ جائحة كورونا يحدث نسبة كبيرة من تفاعل الأقران بما في ذلك التنمر عبر الإنترنت من خلال الرسائل النصية أو منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعرف الدراسة أن التنمر الإلكتروني هو محاولة متعمدة لإيذاء شخص آخر أو الإساءة إليه عبر الإنترنت في نصوص شخصية أو جماعية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وينقسم التنمر إلي ثلاث فئات هم العدوان الصريح مثل التهديد أو الضرب أو العدوان على السمعة مثل نشر الشائعات والنميمة، أو العدوان النفسي مثل عدم دعوة شخص لحدث.
وأجاب نحو 7.6% من الأطفال المشاركين في الدراسة أنهم مروا بأفكار أو أفعال انتحارية، وأفاد نحو 8.9% أنهم كانوا أهداف للتنمر عبر الإنترنت، ونحو 0.9% أنهم تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت.