اضطراب النوم من الأمور التي قد يعاني منها البعض، وتختلف من شخص لآخر، سواء في تغيير موعد النوم أو عدد الساعات التي ينامها خلال اليوم، سواء بشكل متقطع أو مستمر، لكن هناك دراسة حديثة أثبتت أن عدم أخذ قسط كافٍ من النوم ليلا قد يصيب الشخص بالخرف مع التقدم في العمر.
وقال ماثيو بايس، الأستاذ المساعد في علم النفس والأعصاب في جامعة موناش بأستراليا، كبير معدي الدراسة التي نشرت في مجلة «JAMA Neurology»: «وجدنا خلال الدراسة أن أسباب ظهور الشيخوخة لدى الأفراد مرتبط بخسارة مراحل النوم العميقة والمعروفة باسم نوم الموجة البطيئة».
انخفاض معدل نوم الموجة البطيئة والإصابة بالخرف
وأضاف بايس: «وجدنا خلال البحث أن الأفراد الذين يعانون من انخفاض معدل نوم الموجة البطيئة مع مرور الوقت، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف خلال الـ 17 عام التالية من المتابعة” حسبما ذكرت شبكة “cnn” الأمريكية».
وتعتبر الموجة البطيئة من النوم هي المرحلة الثالثة في النوم، وهي مفيدة جدا لصحة الدماغ وفيها يقوم الجسم بالتخلص من المواد غير المرغوب فيها والتي قد تكون ضارة للجسم مثل الجين الذي يساعد بشكل كبير على الإصابة بمرض ألزهايمر وبالتالي فخسارة عدد ساعات النوم العميق في الليل قد تؤدي لخسارة منافع هذه المرحلة، وفق الدراسة.
خضوع عينة البحث لأكثر من دراسة للنوم
وأراد الباحثون خلال الدراسة، معرفة ما إذا كان التراجع المستمر في موجة النوم البطيئة مع مرور الوقت مرتبطة بالإصابة بالخرف والعكس كذلك، وهل العمليات المرتبطة بالخرف تؤدي بحصول الفرد على قدر أقل من النوم، فقام الباحثون بدراسة 346 شخصا يبلغون من العمر 69 عاما كمعدل عمري متوسط.
وشارك الأفراد (عينة البحث) في دراسة فرامنجهام للقلب، وأكملوا أيضا دراستين حول النوم في الليل بين عامي 1995 و1998 والأخرى بين عامي 1998 و2001، وقد خضعوا خلال الدراستين لمراقبة نومهم، وقد قام الباحثون بالتحقيق لمعرفة ما إذا كان أي تغير في كمية نوم الموجة البطيئة التي حصل عليها الأفراد عينة البحث مرتبطة بتطور مرض الخرف لمدة تصل إلى 17 عاما بعد إتمام دراسات النوم.
تشخيص 52 من المشاركين بالإصابة بالخرف لعدم النوم جيدا
وكشفت الدراسة أنه خلال تلك الفترة تم تشخيص 52 من المشاركين بالإصابة بالخرف، وأوضحت أنه كل انخفاض في نسبة موجة النوم البطيئة سنويا يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 27%، بالإضافة لزيادة نسبة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر إلى 32%.
وأوضحت الدراسة أنه يزيد معدل فقدان موجة النوم البطبئة بداية من بلوغ عمر الـ60 عاما، ويزداد المعدل حتى يبلغ ذروته بين عامي 75 و 80 عاما، كما أن الأفراد الذين يعانون من تراجع في مرحلة موجة النوم البطيئة والذين يتناولون أدوية تؤثر على النوم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويحملون الجين الذي يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر.