| دراسة تدعي: كورونا قد يؤثر على نسبة ذكاء المصاب

من المعروف أن الأعراض طويلة المدى لفيروس كورونا يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي والقلب لفترة طويلة بعد التعافي، إلا أن الأمر الجديد هو ما توصلت إليه دراسة بريطانية ضخمة، وجدت أن تلك الأعراض تؤثر أيضًا على الدماغ وتسبب انخفاضًا كبيرا في معدل الذكاء لدى المتعافين. 

الدراسة أجرتها كلية «أمبريال كوليدج» في لندن ونشرت نتائجها في مجلة «EClinicalMedicine»، وشارك فيها 81337 شخصًا عبر الإنترنت كجزء من دراسة بريطانية مكثفة، حيث خضع المشاركون لاختبار إدراكي تم التحقق منه سريريًا وتضمن سلسلة من تحديات الدماغ القصيرة، بالإضافة إلى استبيان لملئه، بحسب «سبوتنيك».

وتم أخذ النتائج لتقييم قدرتهم المعرفية، والتي تم مقارنتها بعد ذلك بالعينة الكلية للتعرف على الآثار المستمرة لكورونا، بعد التحكم في العوامل بما في ذلك العمر والجنس والتعليم واللغة والتصميم، من بين أمور أخرى، وجد الباحثون تزايدًا في العجز المعرفي لدى المصابين السابقين بكورونا، تفاقم كلما كانت الحالة المرضية شديدة.

كما حصل أولئك الذين عانوا من أعراض في الجهاز التنفسي على درجات اختبار أقل من أولئك الذين لا يعانون من مشاكل في التنفس، وكانت هناك زيادة ملحوظة في العجز المعرفي لدى أولئك الذين ذهبوا إلى المستشفى بسبب أعراضهم، ويشار إلى أن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا أبلغوا عن شفائهم، لكن حوالي 25% منهم أبلغوا عن أعراض مستمرة حتى بعد التعافي، بحسب البروفيسور كريستينا بيجل، مديرة وحدة العمليات السريرية في كلية أمبريال كوليدج لندن.

وكتبت بيجل: «بقيت العيوب المعرفية سواء كانت هناك أعراض مستمرة أم لا، دون الاعتماد على الوقت المنقضي، يبدوا أن هذا يشير إلى تأثير طويل المدى كما أنه لا يعتمد على المشاكل الصحية الحالية»، كما أن العجز المعرفي لم يكن بسيطًا، إذ وجد أنه كان لدى أولئك الذين كانوا موصولين سابقًا بآلة تنفس صناعي عجزا قدره 0.47 «على درجة الانحراف المعياري SDS» في حين سجل أولئك الذين لم يخضعوا لآلة تنفس عجزا قدره 0.27، بحسب الدراسة.

وللعلم، فإن متوسط ​​العجز الذي يعاني منه مرضى السكتة الدماغية هو 0.24 «كلما زاد العجز، زادت المشكلات الإدراكية لدى المريض»، وكان أبرز أوجه العجز بين مرضى كورونا والمتعافين هو التفكير وحل المشكلات والتخطيط المكاني واكتشاف الهدف، بما يتفق مع التقارير السابقة عن «ضباب الدماغ».