قد يعتقد البعض أن زيادة الوزن مرتبطة بالطعام وقلة الحركة، وهو ما تبين لاحقًا عدم صحته في مفاجأة جديدة حول أسباب زيادة الوزن فجرتها دراسة علمية حول العلاقة القائمة بين تناول الطعام والحركة من جهة، وبين زيادة الوزن من جهة أخرى.
ما نأكله ليس عاملا حاسما لزيادة الوزن
ونقلت «سكاي نيوز»، ما توصل إليه الباحثون في الدراسة التي نٌشرت على صفحات الصحيفة الأوروبية للتغذية السريرية «أوروبيان جورنال أوف كلينيكال نيوترشن»، حيث أكدوا أن ما نأكله ليس عاملا حاسما لحدوث السمنة وزيادة الوزن، لأن البيانات تشير إلى أن متوسط السعرات الحرارية التي يستهلكها المواطن الأميركي قد استقر أو تراجع من حيث العدد منذ سنوات ووقف عند 2000 سعر حراري في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة والتي تعتبر بلد البدانة في العالم، نظرًا لأن ثلث مواطنيها يعانون من السمنة.
وتوصلت الدراسة إلى أن المشكلة تكمن في تناول أطعمة غنية بكربوهيدرات تٌمتص بسهولة، مثل الخبز الأبيض والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى أغذية كثيرة تحتوي على نسبة عالية من السكر.
المشكلة في ماهية تلك السعرات وطريقة توزيعها
وكشف الباحثون أن تناول هذه الكربوهيدرات يؤدي إلى رفع نسبة هرمون الأنسولين، وهو الأمر الذي يزيد من تخزين الدهون وبالتالي التعرض لـ مرض السمنة، وكشفوا أن المشكلة الأساسية لا تكمن في عدد السعرات وإنما في ماهية تلك السعرات، وطريقة توزيعها في جسم الإنسان.
وكشفت الدراسة أنه في هذه الحالة، يذهب جزء كبير مما يأكله الإنسان إلى دهون، ويتبقى نصيب محدود من السعرات الحرارية لأجل توظيفها في حركة الجسم.
خطورة التركيز على حساب عدد السعرات الحرارية
حذر باحثون من خطورة التركيز على عدد السعرات الحرارية، وذلك بسبب أن السعرات التي تكون عبارة عن بروتين يغذي الجسم، والتي تختلف تماما عن سعرات من الدهون غير الصحية أو الكربوهيدرات، مؤكدة أن الشخص الذي يريد خسارة وزنه الزائد لن ينجح بواسطة تقليل سعراته الحرارية لأن جسمه مبرمج أصلا على تخزين سريع للدهون.
ولحل هذه المشكلة أكد الباحثون أنه يجب اعتماد نظام غذائي يتفادى ارتفاع الجلوكوز والأنسولين، مع زيادة نسبة الدهون في الوجبة، وذلك من أجل تحفيز نسيج الدهون حتى يقوم بإطلاق السعرات الحرارية التي تجعل الإنسان أقل إحساسا بالجوع.