«التطرف الحراري في مصر وتأثيره على الآثار المصرية القديمة»، رسالة ماجستير قدمتها الباحثة رباب عبد الحكيم في قسم الجغرافيا بجامعة المنصورة، حصلت عنها على تقدير امتياز، وترصد الدراسة تأثير التطرف الحراري سواء بالإرتفاع أو الإنخفاض خلال الفترة بين عامي 1980 و2020، على الآثار المصرية القديمة.
وتكمن أهمية الدراسة في الربط بين الدراسات المناخية والآثارية، ومظاهر التلف في الصخور التي بنيت منها الآثار، ومحاولة الوصول لمجموعة من الحلول من شأنها الحد من تأثير هذه العمليات الجوية، وبالتالي تقليل تكلفة الترميم وزيادة عمر الآثار عامة، والآثار المصرية القديمة خاصة.
وتناولت الدراسة التوزيع والتحليل الجغرافي لمواقع الآثار المصرية القديمة، وتضم 1322 موقعًا أثريا قديمًا، تتركز في الوادي والدلتا، وبحسب «رباب»، تمتد المواقع الأثرية من الاتجاه الجنوبي إلى الاتجاه الشمالي ويختلف عددها من محافظة لأخرى وتتميز بالتشتت ولا تميل نحو التركز.
وكشفت الدراسة أن العوامل الطبيعية مثل الموقع وتوزيع اليابس والماء والتضاريس والعوامل المناخية، تؤثر في التطرف الحراري، ويزداد التأثير تدريجيًا كلما اتجهنا نحو الداخل بالبعد عن السواحل بالنسبة للتطرف الحراري المرتفع، ويقل شمالًا بالنسبة للتطرف الحراري المنخفض، أما العوامل البشرية فتسهم في ارتفاع معدلات درجات الحرارة المتطرفة وذلك عن طريق ارتفاع مستويات التحضر والكتل العمرانية والتجمعات الصناعية والنقل والمواصلات التي يكثر وجودها في الوادي والدلتا.
درست «رباب» العوامل المؤثرة في تلف الآثار، وأظهرت دراستها الميدانية أن درجات الحرارة المرصودة تختلف من موضع إلى آخر بمعبدي كوم إمبو وفيلة، حيث ترتفع درجة الحرارة في الجهة المواجهة للشمس عن الجهة المواجهة للظل، وهو ما يحدث فارق في المدي الحراري بين كل جزء معرض للحرارة عن الآخر.