| دراسة جديدة تكشف أسباب زيادة عمر النساء عن الرجال.. ما علاقة كورونا؟

نسمع كثيرًا عن أن عمر المرأة أكبر من عمر الرجل في أقوال يتداولها الكثير من الناس بشكل عام مرسل دون الاستناد إلى دراسة تؤكد تلك الأقوال، حتى تم الكشف حديثًا خلال دراسة جديدة عن أكبر فجوة زمنية في متوسط العمر بين الرجال والسيدات وخاصة في الولايات المتحدة منذ عام 1996، فاكتشف الفريق البحثي المسئول عن الدراسة بقيادة جامعة كاليفورنيا أن النساء يعيشن الآن لمدة 5.8 عامًا أطول من الرجال، وهو اقتراب بنسبة 0.2 عام فقط من الرقم القياسي.

وكانت أكبر عوامل المساهمة في زيادة تلك الفجوة الرقمية هو جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة عدد أكبر من الرجال بشكل غير متناسب، تليها أسباب أخرى تتمثل في الإصابات غير المقصودة وتعاطي المخدرات والحوادث والانتحار.

أمراض السكر والقلب سبب في الفجوة العمرية بين الرجال والسيدات

ووجد الفريق البحثي بجامعة كاليفورنيا أيضًا أن الفجوة العمرية حدثت بسبب تحسين الرعاية الطبية للنساء، مثل تقليل حالات الإصابة بالسرطان، وتقول الدراسة المنشورة في «JAMA Internal Medicine» إن: «تزايد أعداد الوفيات قد يكون بسبب أمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب والقتل والانتحار، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالأمراض النفسية التي قد تساهم أيضًا».

وأضافت الدراسة أنه قد يكون زيادة أعداد الوفيات من الرجال ناتج عن « تناول جرعات زائدة من المخدرات والقتل وعنف الأسلحة النارية»، وذلك كما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.

تحليل بيانات الدراسة قبل وبعد الكورونا

وعمل فريق الدراسة على إجراء التحليل من مارس إلى يوليو 2023 باستخدام بيانات الوفيات من المركز ي للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة، وكان هدف الفريق هو كشف التغيرات في فجوة متوسط العمر بين الرجال والنساء من عام 2010 إلى 2021، مقسمة إلى فترة قبل وبعد جائحة كوفيد-19، وقال الباحث براندون يان المؤلف الأول للدراسة «لقد تم إجراء الكثير من البحوث حول انخفاض متوسط العمر في السنوات الأخيرة بالنسبة للرجال، ولكن لم يجد أحد تحليلاً منهجياً لمعرفة سبب توسع الفجوة بين الرجال والنساء منذ عام 2010».

وأظهرت البيانات زيادة هائلة في الفجوة منذ عام 2010، إذ كانت 4.8 عام فقط، حيث أشار تقرير عام 1998 من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى تسجيل رقم قياسي في عدد الوفيات في عام 1996 بلغ 2،314،690 وفاة، وهو أعلى بمقدار 2،558 وفاة من الرقم القياسي السابق لعام 1995 والذي بلغ 2،312،132 وفاة، وكان هناك 15 سببًا رئيسيًا للوفاة في ذلك الوقت، حيث كانت أمراض القلب والسرطان وأمراض الأوعية الدموية المخاطية، وهي مجموعة من الحالات التي تؤثر على تدفق الدم والأوعية الدموية في الدماغ في صدارة الأسباب، بينما حل الانتحار في المرتبة التاسعة في القائمة، في حين لم تكن الإصابات غير المقصودة والتسمم والحوادث ضمن الأسباب.

جائحة الكورونا أثرت على معدل أعمار الرجال كما كشفت الدراسة الجديدة أن العوامل تغيرت منذ ذلك الحين لتشمل الصعوبات الاقتصادية والاكتئاب والضغوط النفسية، فأشار يان أن «على الرغم من ارتفاع معدلات الوفاة بسبب جرعات زائدة من المخدرات والقتل لكل من الرجال والنساء، فمن الواضح أن الرجال يشكلون نسبة متزايدة من هذه الوفيات».

وتشير بيانات مكتب التعداد السكاني الأمريكي أيضًا إلى الآثار السلبية من جائحة كورونا قد أثرت على ازدياد معدل الوفيات من الرجال، فأوضح التقرير أن «بين عامي 2019 و2020 ارتفع عدد الوفيات بين الرجال بمقدار 20.1 % وارتفعت الوفيات بين النساء بمقدار 19.6%» واستمرت هذه الاتجاهات المتزايدة في عام 2021، حيث سُجل ارتفاعًا بمعدلات الوفاة بمقدار 68،208 رجلاً أي ما يعادل 3.9%، وارتفاعًا بمعدلات الوفاة من السيدات بمقدار 12،298 امرأة 0.8%، وهو ما يعكس على حسب الدراسة الفرق المتزايد في عدد الوفيات بين الذكور والإناث في عامي 2020 و 2021، وأكد ذلك أن جائحة كوفيد-19 كان لها تأثير أكبر على وفيات الذكور مقارنة بالإناث.