مر على تشييد أهرامات الجيزة الثلاثة أكثر من 4500 سنة، وما زال لغز البناء محيرًا للعلماء، ولم يجد له أحد تفسيرًا مقنعا إلا الآن، إلا أن هناك دراسات قدمها العلماء على مر العصور تفسر جزءًا من اللغز المحير، وتبقى الأجزاء الأخرى غامضة، ومن أهمها دراسة حديثة أجراها أحد العلماء الفرنسيين.
وحسب موقع «سكاي نيوز عربية» فقد قدم عالم الجغرافيا الطبيعية «هادر شيشة» بجامعة «إيكس مرسيليا» الفرنسية، بحثًا جديدًا حول بناء الأهرامات، كشف من خلاله إمكانية بنائها في ظل وجود فرع لنهر النيل بالقرب من الأهرامات لم يعد موجودًا الآن، وهو العنصر المهم الذي سمح لنقل مواد البناء من أحجار وغيرها لموضع التشييد.
دلائل تؤكد الدراسة
وأكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، حقيقة وجود روافد أخرى لنهر النيل غير الموجودة حاليًا، كالفرع «البلوزي»، والفرع «التانيسي» موضحًا أن بقاياها ما زالت موجودة أمام معبد الوادي للملك خفرع، وأن فترة فيضان النيل قديمًا كانت تسهل الوصول إلى منطقة الأهرامات، وبالتالي نقل مواد البناء إليها من مناطقع مختلفة؛ مثل طرة وأسوان.
وفي حديثه لـ«»، أشار «شاكر» إلى أنه بالرغم من وجود هذه الروافد، لكن ليس بالضرورة أن تكون هي الأساس في البناء، إذ أن هناك آلاف الدراسات التي حاولت تقديم تفسير علمي لبناء الأهرامات، والآلاف غيرها ستقدم مستقبلًا، وعلى الرغم من ذلك سيظل لغز البناء محيرًا، ويظل الأمر معجزًا، ويظل الهرم الأكبر ملهمًا لخيال المهندسين، والفلكيين، والمعماريين وغيرهم.
البناء تم بالحب وبرساخة العقيدة
«الهرم بني بالحب، ورساخة العقيدة، لأن الإنسان لما بيعمل عمل وهو مؤمن بيه وبيحبه هيكون عمله معجز»، حسبما أشار «شاكر»، مضيفًا: أن غالبية آثار العالم القديم؛ كحدائق بابل، وتمثال زيس وأوزوريس، اندثرت ولم يبقَ منها إلا الاسم فقط، ولكن أهرامات الجيزة هي الوحيدة الباقية من معجزات العالم القديم.