أحيانًا ما يقع الإنسان في حالة من الهم والحزن عندما تتزايد عليه الأعباء ولا يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي، خاصة إذا وقع عليه ظلم كبير من رئيسه في العمل أو أصدقائه أو أحد معارفه، فـ يجد نفسه لا حيلة له من أمره سوى أن يرفع يده إلى السماء ويدعو الله عز وجل، خاصة وأنّ الرسول صلّ الله عليه وسلم قال عن دعوة المظلوم إنّها ليس بينها وبين الله حجاب.
هل تستجاب دعوة المظلوم العاصي؟
وعن دعاء المظلوم، يقول الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، استشهد بحديث رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال: «دعوةُ المظلومِ مُستجابةٌ، وإن كان فاجرًا ففُجورُه على نفسِه»، والفاجر هو الذي يجهر بالمعصية ويفعل الحرمات، فـ حتى لو كان الإنسان مُقصر في حق الله وليس طائعًا وعاصِ لله، وتوجّه إلى الله بالدعاء فهذا باب آخر.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في لقاء تليفزيوني سابق على قناة «الناس» إنّ هذا الشخص الذي وصف بالفجور في حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم طالما أنّه علم أنّ له ربًا يُلتجأ إليه ويفوض الأمر إليه وهو قائم بنواصي العباد ورفع يديه، يستجيب الله له سبحانه وتعالى، وقال الإمام رجب: «حتى لو كان كافرًا»، فـ ليس معنى أنّ فلان عاصي أظلمه حقه، لأنّه على معصيته وفجوره إذا لجأ إلى الله سبحانه وتعاله استجاب الله له.
ردد هذا الدعاء لدفع الظلم
ويقول الشيخ أحمد المالكي أحد علماء الأزهر الشريف إنّ الشخص الذي يقع عليه الظلم وهو لا يستطيع أن يدفع هذا الظلم عن نفسه يفوض أمره إلى الله سبحانه وتعالى، وقد علمنا العلماء دعاء يقوله الشخص الذي يشعر بالظلم بشرط اليقين والصدق التام عند ترديده وهو: «حسبي الله ونعم الوكيل».
ويقول «المالكي» في حديثه لـ«» إنّ هذا الدعاء يستحب ترديده بعد أن يتوضأ المسلم ويصلي ركعتين بنية قضاء الحاجة وهي دفع الظلم عن نفسه، ويردد بعد أن يفرغ من الصلاة وهو لا يزال في مكانه: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، على أن يستحضر في ذهنه وعقله الشخص الذي أوقع الظلم عليه أو الشيء الذي يريد دفعه عن نفسه.
وفضل هذا الدعاء بحسب الشيخ أحمد المالكي هو دعاء سيدنا إبراهيم الذي ردده عندما ألقي في النار فـ نجاه الله عز وجل ودفع عنه الظالمين، وقاله النبي صلّ الله عليه وسلم، وسيدنا بن عباس رضي الله قال: «لا أحد يقول حسبنا الله ونعم الوكيل إلا نجاه الله رب العالمين».