| دعاء السجدة أثناء قراءة القرآن وكيفية أدائها.. «سنة مؤكدة عن النبي»

دعاء السجدة أثناء قراءة القرآن أو سجدة التلاوة هي من السنن المؤكدة في الصلاة وفي غيرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ- وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي- أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ» رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ؛ فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ».

كيفية أداء السجدة عند قراءة القرآن

وعن كيفية أداء السجدة عند قراءة القرآن وشروط صحتها، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أنّه يشترط لصحتها ما يشترط لصحة الصلاة وهي الطهارة من الحدث والخبث في البدن والثوب والمكان لكون سجدة التلاوة صلاة، أو جزءً من الصلاة، أو في معنى الصلاة، إذ يشترط أيضًا استقبال القبلة، وستر العورة، وأن تكون السجدة للتلاوة واحدة بين تكبيرتين، وعلى المأموم أن يتبع إمامه في فعلها وتركها، ولا تصح سجدة التلاوة إلا إذا استوفت هذه الشروط.

فضل دعاء سجود التلاوة

وأضافت دار الإفتاء، أن فضل دعاء سجود التلاوة وما يستحب أن يقوله المسلم في السجود، واستدّلت بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِ القُرْآنِ بِاللَّيْلِ: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» رواه الترمذي.

ويُستحب أن يقول أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ» رواه الترمذي، كما يُستحب له أن يقول ما يقوله في سجود الصلاة مع الإكثار من حمد الله وشكره.

هل يجوز الدعاء في سجود التلاوة

وأجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل يجوز الدعاء في سجود التلاوة، بأنّه يجوز شرعًا أن يقول المسلم في سجود التلاوة، ما يقوله في سجود الصلاة من التسبيح والدعاء، ولا حرج عليه في ذلك شرعًا.

وبحسب دار الإفتاء، يستحبُّ للمسلم أن يأتي بشيء من الأذكار والأدعية عند تعذُّر الإتيان بسجود التلاوة، فإذا لم يكن المسلم مستكملًا لشروط سجود التلاوة أو يتعذر عليه الإتيان بها فله أن يكتفي بقوله أربع مرات: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم» ونحوه من الأذكار والأدعية التي فيها ثناء على الله عز وجل.

آيات السجود في القرآن الكريم

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن آيات السجود في القرآن الكريم توقيفيةٌ؛ أي أنّ مواضعها معلومة إما بنصِّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليها، أو بفعله بالسجود عند قراءتها، واتَّبَعَهُ الصحابة رضوان الله عليهم على ذلك، ومنَّ الله على الأمة بأنْ مُيِّزَت مواضعها في المصحف الشريف بإضافة خطٍّ وعلامةٍ يَدُلَّان عليها.

وتعرف مواضع السجدة أثناء القرآن بنصّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها: فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه: «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً فِي الْقُرْآنِ؛ مِنْهَا ثَلَاثٌ فِي الْمُفَصَّلِ، وَفِي الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ»، أخرجه أبو داود وابن ماجه والدارقطني في «السنن»، والحاكم في «المستدرك» وقال: «هذا حديث رُوَاتُهُ مِصْرِيُّونَ قد احتجَّ الشيخان بأكثرهم، وليس في عدد سجود القرآن أتمّ منه ولم يخرجاه».