| دعاء الصائم قبل الإفطار في رمضان.. يجلب الرزق ويوسع الحال

شهر رمضان يزداد فيه العمل الصالح، ويستجيب الله فيه دعاء من دعاه، إذ قرن جل وعلا في كتابه العزيز عبادة الدعاء بعبادة الصيام، فذكرها بعد أن ذكر الصوم في سورة البقرة، إذ يقول تعالى بعد آيات الصيام «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» مما يدل دلالة قاطعة أن الدعاء له صلة وثيقة بالشهر الكريم، ولذا يكثر التساؤل عن  دعاء الصائم قبل الإفطار في رمضان، وهو ما نوضحه لكم خلال السطور التالية.

دعاء الصائم قبل الإفطار في رمضان

وعن دعاء الصائم قبل الإفطار في رمضان، فإن دعوة الصائم لا ترد، كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، ولذا يستحب للصائم أن يدعو أثناء صيامه وعند فطره، لما روي عن أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ قَالَ: لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ، قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ وَمِلاطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ وَلا يَمُوتُ لا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» والحديث صححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.

وقد وردت صيغة لدعاء الصائم عند الإفطار فيما رواه ابو داود برقم (2357) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود.

ومن الأدعية التي يمكن للصائم أن يدعو بها قبل الإفطار لجلب الرزق، وتوسيع الحال، ما روي من حديث عليٍّ رضي الله عنه: أنَّ مُكاتبًا جاءه فقال: إني قد عجزتُ عن مُكاتبتي، فأعني. قال: ألا أُعلِّمك كلمات علَّمنيهنَّ رسولُ الله ﷺ، لو كان عليك مثل جبل صيرٍ دَيْنًا أدَّاه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك. هذا الحديث أخرجه الترمذي، وقال: حسنٌ غريبٌ.

من سنن الصيام

يسن للصائم وغيره عند تناوله للطعام أن يسمي الله تعالى، فإذا أفطر قال عقب فطره: ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله. وهذا ورد في حديث صحيح رواه أبو داود. ويقول أيضا: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي. رواه ابن ماجه من دعاء عبد الله بن عمرو بن العاص، وحسنه ابن حجر في تخريج الأذكار.

فضل صيام رمضان

وفضلًا عن دعاء الصائم قبل الإفطار، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصيام، إذ اختص الله تلك الفريضة الجليلة بنفسه، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يريه عن ربه في حديث قدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».

وهذا لفظ البخاري، وفي رواية له: «يترك طعامه، وشرابه، وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها»، وفي رواية لمسلم: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته، وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك».