حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه كل ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، من الأقوال والأعمال، ومن ذلك الدعاء، وقد ورد في السنة كثير من الأدعية التي تحفظ المسلم من الشرور، وتجلب له الخير والبركات.
ولذا نقدم لكم خلال هذا التقرير دعاء كان يردده رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحوى أربع كلمات فقط، تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، كما أخبر عن ذلك الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وورد في صحيح مسلم الصفحة: 2721
دعاء داوم عليه رسول الله
يخبِر عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان مِن دُعاءِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدى والتُّقى والعَفافَ والغِنى»، رواه مسلم في صحيحة.
معنى الحديث
«اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ الهُدَى» مِن الهدايةِ، وهو الطريق المُستَقيمُ.
«والتُّقى» هو الخَوفُ منَ اللهِ، والحذر مِن مُخالَفَتِه، وأطلقَ النبي صلى اللهُ عليه وسلم الهُدى والتُّقى مِن دونِ تقيِيدٍ لَهُما لِيَتناوَلَ كُلَّ شيء ينبغي أن يهتدي إليه المسلم مِن أمْرِ المعاش والمعادِ، ومكارم الأخلاقِ، وكُلَّ شيء يجِب أن يتقيه من الشركِ والمعاصِي، ورَذائلِ الأَخلاقِ.
«والعَفافَ» مِن العِفَّةِ، وهي الابتعاد عن كل ما حرم الله عليه.
«والغِنى» والمُرادُ به: الغِنَى عَنِ الخَلْقِ، فَالإنسانُ إذا وَفَّقَه اللهُ ومَنَّ عليه بِالاستغناءِ عنِ الخَلْقِ، صار عَزيزَ النَّفْسِ غَيرَ ذَليلٍ؛ لأنَّ الحاجَةَ إلى الخَلْقِ ذُلٌّ ومَهانَةٌ، والحاجَة إلى اللهِ تَعالَى عِزٌّ وعبادة.
وفي المعنى العام للحديث: بأن الضر والنفع والهداية كلها أشياء لا يملك فعلها للخلق غير الله وحده، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما، وبين شرف هذه الخصال الأربع وهما: الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، والحث على التخلق بهما.