| دعاء يقال في الصلاة بعد التكبير وقبل الاستعاذة له فضل عظيم.. احرص عليه

المحافظة على أداء الصلاة في وقتها، من أحب الأعمال إلى الله؛ إذ قال سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم: «ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ، ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ». [أخرجه مسلم] 

نص دعاء الاستفتاح في الصلاة وتفسيره

وما يجهله الكثير من المسلمين أنّ هناك دعاءً مأثورًا عن النبي صلّ الله عليه وسلم يعرف بـ دعاء الاستفتاح، ويقال عندما يكبر الإنسان تكبيرة الإحرام ويقول الله أكبر، وقد ورد فيه صيغ كثيرة ذكرها الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية في لقاء تليفزيوني على قناة الناس قائلًا: «سبحانك الله وبحمد وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»، وهو من الصيغ المشهورة في دعاء الاستفتاح.

ومن أدعية الاستفتاح دعاء استفتاح قيام الليل الذي ورد في صحيح مسلم، أنّ النبي صلّ الله عليه وسلم كان يستفتح بدعاء طويل، إذ يقول أمين الفتوى إنّه دعاء إذا تأملناه رأينا فيه مناجاة فيها معاني راقية وجاء نصه: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن».

ودعاء الاستفتاح في الصلاة يُقال سرًا، ويقال بعد التكبير وقبل الاستعاذة وهو مذهب الجمهور، وإنما يرى المالكية أنّ دعاء الاستفتاح يُقال قبل التكبير وقبل الدخول في الصلاة، ونص الشافعية وغيرهم على أنّه من استعاذ فقد ذهب وقت الاستفتاح حتى لو نسي: «إذا دخل المسلم في الصلاة وقال الله أكبر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبعدين افتكر أنّه مقالش دعاء الاستفتاح خلاص ميقولوش لأنّه ذهب وقته».

وإذا تأخر المأموم في الصلاة ودخل ووجد الإمام يقرأ الفاتحة، في هذه الحالة يقول الله سبحانه وتعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ» إذ فسر الإمام أحمد هذه الآية بأنّها لمن كان في الصلاة، لذا فإذا كان الإمام يقرأ القرآن وتأخر المأموم ولم يقل دعاء الاستفتاح عليه أن ينصت إلى قراءة الإمام حتى يخشع ويتدبر القراءة، وهو أولى من دعاء الاستفتاح.

ودعاء الاستفتاح سنة وليس واجبًا وتصح الصلاة بدونه، بحسب أمين دار الفتوى، وهو فيه توطئة لقراءة الفاتحة، ودائمًا حسن البداية يؤدي إلى حسن النهاية، وقديمًا قالت السيدة نفيسة لما بلغتها وفاة الإمام الشافعي: «رحمه الله لقد كان يحسن الوضوء»، في إشارة إلى أنّه أحسن بدايته فأحسن الله نهايته، فالاستفتاح في الصلاة بعد التكبير طلبًا للفتح وتوطئة لتلاوة الفاتحة وكله حسن وخير لكنه ليس واجبًا بل مستحب.

أسرار دعاء الاستفتاح

ويقول أمين دار الفتوى إنّ دعاء الاستفتاح في الصلاة له سر، إذ يبدأ بالتسبيح وتنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقيصة وعيب، فهو ذو الكمال والجمال والجلال، ثم هو محمود بكل حمد «سبحانك اللهم وبحمدك»، وتعني «وتبارك اسمك» أي كل شيء ذكر عليه اسمك يارب بورك فيه وكثر خيره، وإذا كان هذا شأن الاسم فما بالك بالمُسمى، ولذلك قال «وتعالى جدك» يعني ارتفعت عظمتك وعلا سلطانك على كل سلطانك سبحانه وتعالى، «ولا إله لا غيرك»، هو إعلان بتمجيد الله والثناء عليه وتسبيحه واستفتاح يعلمنا أن بداية الدعاء والمناجاة يجب أن تبدأ بالتمجسد والتحميد والتسبيح والتنزيه فـ أنت تكلم وتناجي ملك الملوك ورب الأرباب وخالقك من العدم ومربيك بالنعم.

ويشرح الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية معنى دعاء الاستفتاح قائلًا: «تعالى جدّك» معناها تعالت عظمتك وتعالى قدرك سبحانه وتعاله، فـ «الجد» يأتي في اللغة بمعنى النصيب، أي لا ينفع ذا الجدّ «الحظ والنصيب» منك الجدّ، كما نقول قال الله تعالى، ف تعالى تعني بأنّه عز وجل تعالى عن كل نقيصة وعن كل منقصة ومنزّه عن كل شيء.