شهر أكتوبر يعتبر وقتًا رائعًا من العام لمشاهدة النجوم في سماء العربي، إذ تطول الليالي بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء، وهو ما يعني البقاء لفترة أطول للاستمتاع بالكوكبات النجمية والكواكب والكنوز السماوية الأخرى.
وبحسب المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإنّ شهر أكتوبر فرصة لهواة الفلك والفضاء لرؤية الكثير من الظواهر الفلكية، إذ يتصدر المشتري وزحل الكواكب التي لا تزال قريبة نسبيًا من الأرض، إضافة إلى اقتراب المريخ أيضًا، ويمكن رؤيتها بسهولة، نظرًا لأنّ المشتري ألمع جسم في سماء المساء بأكملها يليه كوكب زحل، ويمكن مشاهدتهما في وقت مبكر من المساء وهما قريبان إلى حد ما من بعضهما في الأفق الجنوب الشرقي حيث سيكون زحل إلى أعلى يمين المشتري.
المشترى لا يزال قريبًا من الأرض
ويقول «أبو زاهرة» عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، إنّ المشترى وصل إلى أقرب نقطة إلى الأرض من عام 1951 خلال أواخر شهر سبتمبر الماضي، ولا يزال في نقطة قريبة أيضًا خلال شهر أكتوبر، إذ يبعد المشترى نحو 592 مليون كيلومتر، وبحسب المقاييس الفلكية فهي مسافة قريبة ويمكن رؤية أقمار المشترى الأربعة الكبيرة بسهولة وذلك بواسطة منظار أو تلسكوب صغير.
كوكب زحل أيضًا من بين أجمل المناظر التي يمكن مشاهدتها عبر التلسكوب، ولكنه ليس قريبًا في شهر أكتوبر كما كان في شهري أغسطس وسبتمبر، وعند رصده بواسطة تلسكوب صغير يمكن رؤية الحلقة الواسعة للكوكب وربما بعض أقماره خاصة قمر «تيتان» والذي يعد أكبر من كوكب عطار، إذ من المتوقع أن يكون مع بداية الشهر الجاري على مسافة حوالي 1370 مليون كيلومتر.
6 أكتوبر 2022
وفي اليوم السادس من أكتوبر الجاري، يقترن القمر بزحل، ويمكن مشاهدة الفوهات على طول الخط الفاصل الذي يقسم القمر ليلًا ونهارًا بواسطة منظار أو تلسكوب صغير، وبعد بضع ليالِ خاصة في التاسع من أكتوبر، سيكون القمر بالقرب من المشتري في اقتران رائع.
عودة لمعان المريخ
نشهد عودة لمعان المريخ خلال هذا الشهر، إذ يُرصد المريخ باللونين البرتقالي والأحمر في الأفق الشمال الشرقي بعد العاشرة مساءً، حيث سيكون مثل نجم لامع بالقرب من نجم الدبران المحمر ولكنه خافت أمام عنقود القلائص النجمي، وفي وقت لاحق من الشهر، سيكون الكوكب الأحمر أكثر إشراقًا، إذ يُرصد بعد الساعة التاسعة مساءً وسيقترن به مساء يوم الخامس عشر.
وبعد أكثر من عامين، يستعد كوكب المريخ ليكون في أقرب مسافة من كوكب الأرض، وذلك مع حلول نهاية الشهر الجاري، إذ سيكون على مسافة أقل من 105 مليون كيلومتر من الأرض، وفي ديسمبر المقبل سيكون على أقل مسافة أقل تقدر بـ84 كيلو متر، وسنكون بحاجة إلى تلسكوب كبير وقوي لرؤية الكثير من التفاصيل على الكوكب الأحمر خلال هذا الشهر، إلا أنّه في شهري نوفمبر وديسمبر ستتحسن الرؤية باستخدام تلسكوبات أصغر.
وكان مراقبي النجوم في العربي وأوروبا وشمال أفريقيا وشمال آسيا، رصدوا خلال الشهر الماضي حجب كوكب أورانوس بواسطة القمر، ومن المُقرر أن يُرصد هذا الحدث خلال الشهر الجاري في معظم أمريكا الشمالية، ويمكن الاستعانة بالمناظير أو تلسكوب صغير لرؤية الحدث السماوي النادر.
ثلاث زخات للشهب في أكتوبر
ونشهد خلال شهر أكتوبر ثلاث زخات للشهب، إلا أنّ ضوء القمر من المتوقع أن يؤثر جزئيًا على اثنين منها على الأقل، بسبب طمس ضوء القمر الساطع إلى حد كبير شهب «التينينيات»، والتي تصل إلى ذروتها ليلتي 8 و9 أكتوبر، فيما تصل شهب «الثوريات الجنوبية» إلى ذروتها في يومي 10 و11 أكتوبر، إذ تعتبر هذه من زخات الشهب الصغيرة التي تنتح حوالي 5 إلى 10 شهب في الساعة.
ويكون أفضل شهب في شهر أكتوبر شهب «الجباريات» والتي تبلغ ذروتها في الساعات قبل الفجر في 21 و22 أكتوبر، حيث يمكن رؤية حوالي 20 شهابًا في الساعة عند المراقبة من موقع مظلم ولن يؤثر عليها ضوء القمر.
كسوف جزئي للشمس 25 أكتوبر
وفي 25 من الشهر الجاري، يصل القمر إلى منزلة الاقتران، وبالتزامن مع ذلك؛ تشهد معظم سماء مصر والعربي وأوروبا وشمال شرق أفريفيا كسوفًا جزئيًا للشمس، لذا يُنصح بتجن النظر إلى الشمس مباشرة دون معدات مناسبة لرؤية الكسوف.
العديد من الكوكبات النجمية الصيفية تُشاهد في سماء المساء على الرغم من حلول فصل الخريف، إذ لا تزال الفرصة مُهيأة لرية مثلث الصيف عاليًا فوق الأفق الغربية، والذي يتكون من النجوم الثلاثة الأكثر سطوعًا من ثلاثة كوكبات نجميه منفصلة: النسر الواقع (فيغا) في كوكبة القيثارة، والنسر الطائر، ألمع نجم في كوكبة العقاب؛ وذنب الدجاجة في كوكبة الدجاجة.
ويمكن أيضًا الاستمتاع برؤية مجرة المرأة المسلسلة بالعين المجردة على شكل لطخة خافتة من موقع مظلم، كما يمكن مشاهدة مجرة أخرى كاملة على مسافة 2.5 مليون سنة ضوئية، بالإضافة إلى عنقود نجوم الثريا التي تشبه الدب الأكبر، ويمكن رؤيتها في الأفق الشرقي وليس بعيدًا جدًا عن المريخ.
نجوم الثريا تعرف أيضًا بـ«الشقيقات السبع»، ويمكن رؤية ستة نجوم على الأقل بالعين المجردة، ومن خلال منظار أو تلسكوب صغير يمكن رؤية سبعة نجوم أو أكثر، إذ تشكّلت هذه النجوم الشابة معًا منذ حوالي أكثر من 100 مليون سنة، والتي تعد قريبة نسبيًا على مسافة تزيد قليلاً عن 400 سنة ضوئية.