فى وقت يستعد العالم لدخول مرحلة جديدة، تعتمد على تقنيات العالم الافتراضى «الميتافيرس»، لم يكن الفن بمعزل عن ذلك، بل إن الإنسان البدائى حين رسم نفسه على جدران الكهوف، وهو يصارع الحيوانات المفترسة، كان يخلق واقعاً افتراضياً يعبر عن أفكاره، الأمر الذى دفع الفنان التشكيلى أحمد عبدالفتاح لأن ينجح فى عمل أول تجربة من نوعها فى مصر، لاستخدام تقنية VR فى الفن التشكيلى.
«الشجرة الأولى فى الميتافيرس»، هى العمل الذى يعرضه الدكتور أحمد عبدالفتاح، مدرس مساعد فى كلية الفنون الجميلة، فى جاليرى «تام»، وعن التجربة يقول: «لأن الميتافيرس عالم جديد ينشأ، وستكون به منشآت وله عمله، أردت غرس أول شجرة فى هذا العالم، من خلال لوحة مرسومة بالزيت، أعدت رسمها بتقنية الواقع الافتراضى، وهى معروضة فى الجاليرى بصورتها العادية الزيتية، ومرفق معها نظارة تساعد على مشاهدتها من الداخل، للربط بين الفن التشكيلى التقليدى وتقنية العالم الافتراضى».
فى عام 2016 حين ظهرت أول نظارة بها أدوات تحكم للواقع الافتراضى، تنبأ «أحمد» أن يكون المستقبل لهذا المجال، وفى 2018 أعد رسالة الماجستير عن الواقع الافتراضى، وحالياً يعد الدكتوراه عن العالم الافتراضى فى الفن: «الواقع الافتراضى يسمح للفنان بالرسم على الهواء دون وسيط، فقط يحتاج إلى نظارة VR وأدوات تحكم».
لا بد أن يكون الفنان ملماً ببرامج الكمبيوتر، ويجيد استخدام برامج 3D، وفقاً لـ«أحمد»، وهو أمر متاح عالمياً: «حالياً هناك أول متحف افتراضى، كما قدم متحف اللوفر أكثر من تجربة فى ذلك».
الرسم بتقنيات VR يختصر جزءاً من الوقت، وهو أمر يراه «أحمد» جيداً، فلا حاجة إلى نظريات الظل والنور والمنظور، لكن فى نفس الوقت، اللوحة تتضمن تفاصيل أكثر وبرامج تعمل بشكل أوسع، مشيراً إلى أن التجربة مكلفة للفنان: «النظارات غالية، وتحتاج إلى أجهزة وأدوات».
الموسيقار محمد نجلا قدَّم الموسيقى المصاحبة للعمل، وجاءت معبرة عن الواقع الافتراضى، كما قام «أحمد» بالتنسيق مع رئيس جامعة الأقصر، الذى وفر أجهزة لعمل وحدة واقع افتراضى هى الأولى من نوعها فى مصر بمدينة الأقصر.