في إحدى الليالي، كانت «دنيا» تتصفح مقاطع الفيديوهات المقترحة أمامها على موقع «يوتيوب»، قبل أن تقودها الصدفة إلى فيديو يصنع خلاله شاب مكياج رعب سينمائي، وبدلا من العمل بنصيحة النجم الكوميدي محمد هنيدي «اللي بيخاف يطلع بره»، التي قالها بمسرحيته الشهيرة «عفروتو»، اختارات مشاهدة هذا الفيديو، الذي قادها بعد ذلك لأن تصبح محترفة في صناعة وعمل الميكب السينمائي ومكياج الرعب والجروح والحروق، مستخدمة في بداية تعلمها لهذا الفن أدوات بدائية وبسيطة متواجدة بكل منزل، كالمناديل والعسل والفزلين وغيره، وذلك قبل أن تلجأ إلى استخدام الماتريل الخاصة بهذا النوع من المكياج، الذي ساعدها في تحقيق نتائج أفضل.
دنيا إسماعيل، فتاة تعيش بمحافظة القاهرة، وتخرجت حديثا من كلية التجارة جامعة عين شمس، وخلال فترة دراستها بالكلية كانت تفكر دائما في ماذا ستمتهن بعد تخرجها، خاصة أنها لم تقع في حب مواد كلية التجارة طوال سنين دراستها، وفي نفس الوقت لم تكن تعلم أنها تمتلك موهبة الرسم ومكياج الرعب السينمائي، قبل أن تكتشف ذلك بالصدفة، حسبما تروي خريجة كلية التجارة.
وتكشف «دنيا»، في حديثها مع «»، أنها استطاعت أن تشارك في الكثير من الأعمال منذ اتجاهها لهذا المجال، كان من بينها مجموعة من الأفلام القصيرة، بالإضافة إلى أغنية ومشروع تخرج بالجامعة البريطانية، موضحة أنها كانت المسؤولة الأولى عن المكياج الخاص بهذه الأعمال، بالإضافة إلى مساعدتها مكياج أحد عروض المسرحية التابعة لمسرح الدولة.
وتوضح خريجة كلية التجارة، أنها قبل أن تحترف هذا المجال، كانت ترى نفسها دائما بلا موهبة ولا تمتلك أي شيء يميزها، مضيفة: «أنا حتى مكنتش أعرف إني بعرف أرسم على الوشوش، والموضوع بدأ معايا فجأة لما لقيت فيديو على يوتيوب لحد بيشرح نعمل أزاي جرح فايك».
فيديو على «يوتيوب» قاد «دنيا» لاكتشاف موهبتها في صناعة مكياج الرعب السينمائي
مشاهدة خريجة كلية التجارة لهذا الفيديو، كان بمثابة النور الذي هداها لهذا الطريق، فمن حينها وبدأت تجرب في صناعة هذه الجروع غير الحقيقية، مستخدمة في ذلك أدوات وخامات متواجدة في بيتها بالأساس، حسبما تحكي ابنة محافظة القاهرة.
وتضيف «دنيا»: «بدأت أتعلم واحدة واحدة، إزاي أعمل الجروح والحروق وكل الخدع البصرية الخاصة بمكياج الرعب السينمائي، وكنت بستخدم أي حاجة قدامي، لدرحة إني استخدمت المناديل، وعجينة الحروق كنت بعملها من الدقيق والفازلين، والدم كنت بعمله من الطعام وبحط عليها عسل».
أهل «دنيا» لم يتفهموا موهبتها في البداية قبل أن يقدموا لها كل الدعم بعد ذلك
في البداية كان أهل ابنة محافظة القاهرة، لا يستوعبون بشكل كبير الموهبة التي ترغب ابنتهم في استخدامها كعمل لها، لكن شقيقها كان يدرك جيدأ أهميه ما تفعله، ولهذا كان أول الداعمين والمشجعين لها، وما زال أبرز داعميها حتى الآن، حسبما تؤكد خريجة كلية التجارة.
وتتابع «دنيا»: «أهلي في الأول مكنوش فاهمين ايه اللي عايزه اشتغل فيه ده، لكن أخويا كان واقف في ضهري من أول لحظة، لدرجة أنه كان بيديني فلوس أشتري بيها ماتريل لمكياج الرعب، وأهلي أول ما شافوا إني بنجح في حاجة بحبها، بقوا يشجعوني دايما ويدعموني بالطرق كافة ماديا ومعنويا».
«دنيا» تحلم بأن تصبح أول مصرية تنفذ مكياجا سينمائيا لفيلم عالمي
وتحلم الفتاة العشرينية أن تصبح أول مصرية تتولي مهمة المكياج الخاصة بأحد أفلام هوليود العالمية، كاشفة في نهاية حديثها مع «»، أنها تحب هذا المجال بشدة ووجدت شغفها بها، لهذا ستحاول دائما الاجتهاد به حتى تصل إلى كل أحلامها، قائلة: «الواحد لما ببيشتغل في حاجة بيحبها مهما تعب فيها عمره ما بيحس بالتعب ده، لأن حبه للي بيعمله بينسيه كل التعب».