| دنيا جمال تحارب التنمر في مشروع تخرجها «مختلف»: صوَّرت 6 فتيات

جعل الخالق الأعظم الاختلاف آية من آياته وسنة من سنن الكون الذي خلقه، حيث ذكر في سورة الروم «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ».

وكما جعل الله اختلاف البشر آية، كذلك جعلته دنيا جمال عبدالرحيم، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، والتي رأت الاختلاف وتأذت من حكايات يحكيها المختلفون عن تعرضهم للتنمر والمضايقة فقررت أن تقدم مشروع تخرجها عن هؤلاء وتسميه «مختلف».

حكت دنيا جمال لـ«» عن فكرتها، مشيرة إلى أنها دائمًا ما تحب التقاط الصور بعدسة كاميرتها الخاصة للمتميزين وجاءتها فكرة منذ عام لتنفيذ حملة تدعو الناس من خلالها للابتعاد عن التنمر والتأكيد أن الاختلاف في الشكل شيء طبيعي.

رسالة أخرى حرصت دنيا جمال على تقديمها ولكن لمن يتعرضوا للتنمر «حبيت أشجع الأشخاص اللي شكلها مختلف على حب ذاتهم وإنهم يفهموا إن اختلافهم ده تميز ويقدروا يحبوا نفسهم ويواجهوا المجتمع وإننا نبطل نحكم على شخص بسبب شكله ونفهم إن كلنا بشر واختلاف شخص في شكله دا حاجة مميزة مش وحشة».

بدأت دنيا رحلة البحث عن المختلفين ونجحت بالفعل في الوصول لعدد منهم ليكونوا أبطال مشروع تخرجها «جبت ناس شكلها مميز بتعبر عن حالات معينة زي البهاق وهكذا.. وصورتهم عشان أبين للناس قد إيه هما مميزين جدا وعشان أشجع الأشخاص اللي في نفس حالتهم إنهم ميتكسفوش ويحبوا شكلهم».

استعانت دنيا بـ أسماء التي تمثل معاناة المصابين بالبهاق، وآلاء وچنا من أصحاب البشرة السمراء، بينما ميري تعاني من متلازمة تباين لون القزحتين وروان محجبة ونورهان لها نمش في وجهها وشعرها أحمر، وبذلك تكون جمعت دنيا 6 فتيات مختلفات وكلهن في سن واحد تقريبًا ومن مجتمع واحد.

في البداية رفض أساتذة دنيا فكرتها عن مشروع التخرج ولكن بعد التنفيذ تفاجأوا بما قدمته وأبدوا إعجابهم به حسبما حكت «دنيا» التي أشادت برد فعل الناس حول «السيشن» الذي قدمته: «بالنسبة للناس رد الفعل جميل جدا بجد كل اللي بيشوف الشغل بيتعاطف جدا مع الفكرة وبيحبها وبيحب يفهم عن طبيعة الحالات اللي عرضتها وفي أكتر من شخص كلمني وقالي إنه بيتعرض للتنمر وإن الشغل أثر فيه تأثير إيجابي عشان حس إنه مش لوحده ودا الهدف من المشروع».

الدافع الحقيقي وراء مشروع دنيا جمال كان مختلفًا، حيث ذكرت «معتقدش إن في شخص فينا على مدار حياته متعرض للتنمر بطريقة ما، أو نوع من أنواع التريقة على أي حاجة، أو حتى مضايقات في الشارع بأساليب مختلفة، أو حتى هزار جواه نوع من أنواع التريقة.. أعتقد كلنا تعرضنا لدا ولو مرة أو حتى وإحنا صغيرين بين الأطفال.. ومن خلال تصويري لشخصيات كتير شكلها مختلف كان بيتحكى لي منهم مواقف أثرت فيا وكبرت الفكرة جوايا عشان كدا اهتميت بالموضوع أكتر وبقى عندي شغف إني أعمل عنه».

تأمل دنيا أن تستمر في ممارسة فن التصوير، معربة عن أملها أن تقدم أفكارا جديدة وهادفة تخدم خلالها المجتمع وتؤثر في الناس وتفيد بلدها ومجتمعها المصري، وأن تصل أعمالها إلى كل الشعب المصري والعربي، لتحقق رسالتها من خلال الفن الهادف.