| دول ومدن لا يمكن العيش فيها إذا ارتفعت حرارة الأرض.. بينها الصين وأمريكا

كشفت دراسة جديدة صادرة عن خبراء في الطقس والمناخ بجامعة بنسلفانيا عن خرائط حرارية عن البلدان التي قد تصبح قريبًا حارة جدًا، لا يمكن العيش فيها إذا ازدادت درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية «2.7 درجة فهرنهايت» فقط.

وذكر الباحثون أن سكان دول مثل الهند وباكستان وشرق الصين وجنوب أفريقيا، ومناطق من الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتأثر تأثرًا شديدًا إذا ارتفعت درجات حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية، وهي حرارة لا يستطيع الإنسان مواجهتها.

وأشارت الدراسة إلى أن سكان بعض المناطق المتأثرة سيضطرون جميعًا إلى تحمل مستويات عالية ومضرة من الرطوبة، في حين يمكن أن تتسبب الحرارة المفرطة في فوضى بين الناس، حيث إن يمكن للبشر تحمل درجة معين من الارتفاع في الحرارة ولكن الارتفاع الزائد عن الحد قد يسبب حدوث نوبات قلبية وضربات شمسية.

درجات حرارة لا يمكن مواجهتها

وكشفت الدراسة أيضًا أن المسنين والأطفال وأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية هم أكثر عرضة للخطر من زيادة درجة الحرارة، ولكن في مناخ يشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة، يخشى الخبراء أن يكون مزيدا من الفئات تحت مظلة الخطر الحراري، وصرح لاري كيني أحد الباحثين في الدراسة، بأن «عندما يشعر الأشخاص بالحرارة، يتعرقون، ويتم ضخ المزيد من الدم إلى جلدهم بحيث يمكنهم الحفاظ على درجات حرارتهم الأساسية، وفي مستويات معينة من الحرارة والرطوبة لم تعد هذه التكيفات كافية، وتبدأ درجة حرارة الجسم الأساسية في الارتفاع، إذا لم يجد الناس طريقة لتبريد أنفسهم في غضون ساعات فقد يؤدي ذلك إلى إصابتهم بإجهاد حراري وضربة الشمس والتوتر على الجهاز القلبي الوعائي الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبات قلبية لدى الأشخاص الضعفاء»، وذلك كما ذكرت صحيفة «الديلي ميل البريطانية».

تغير في الميزان الحراري

وألقت الموجات الحارة التي سجلت أرقامًا قياسية في الولايات المتحدة وأوروبا والصين هذا الصيف، الضوء مرة أخرى على ما هي الحرارة التي تعتبر مفرطة بالنسبة للبشر، ففي العام الماضي كشف باحثو جامعة بنسلفانيا أن الحد الأعلى لدرجة الحرارة لسلامة الإنسان هو أقل بكثير مما كان يعتقد في السابق، فكان يُعتقد أن درجة حرارة الكرة الرطبة وهي ميزان حراري بين الحرارة والرطوبة هي 95 درجة فهرنهايت «35 درجة مئوية» في رطوبة 100%، أو 115 درجة فهرنهايت «46 درجة مئوية» في رطوبة 50% – هي الحد الأعلى التي يمكن تحمله البشر، ولكن وفقًا لأحدث الأبحاث يشير الحد الأعلى الفعلي إلى درجة حرارة الكرة الرطبة 87 درجة فهرنهايت «31 درجة مئوية» في رطوبة 100%، أو 100 درجة فهرنهايت «38 درجة مئوية» في رطوبة 60%.

وفي التاريخ البشري تم تسجيل درجات حرارة ورطوبة تتجاوز حدود الإنسان فقط عدد قليل من المرات – ولفترة قصيرة جداً، وحدثت تلك الحالات في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، فمنذ بداية الثورة الصناعية – عندما بدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري في الآلات والمصانع – زادت درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم بمقدار حوالي 1 درجة مئوية.

الكل متضرر من ارتفاع الحرارة عن الحد الطبيعي

وقام الباحثون حديثًا في تلك الدراسة بنمذجة زيادات في درجات الحرارة العالمية تتراوح بين 1.5 درجة مئوية و4 درجات مئوية، وهي تعتبر أسوأ سيناريو من الممكن التعرض له، وبالفعل إذا حدث ذلك توصلوا أن بعض المدن قد لا تكون صالحة للعيش فيها، لأن السكان سيضطرون لتحمل درجات حرارة تتجاوز حد تحمل الإنسان على مدار 300 يوم في السنة، وهو المثير للقلق.

وأوضح الباحث المشارك في الدراسة ماثيو هيوبر من جامعة بوردو أن «أسوأ ضغط حراري سيحدث في المناطق التي ليست ثرية ومن المتوقع أن تشهد نموا سكانيا سريعا في العقود المقبلة، على الرغم من أن هذه الدول تولد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة أقل بكثير من الدول الغنية، لذللك سيعاني سكان تلك الدول، ولكن الدول الغنية ستعاني أيضًا من هذا الحر وفي هذا العالم المترابط، يمكن للجميع أن يتوقع أن يتأثروا بشكل سلبي بطريقة ما».