منذ ولادة ابنتها، لم تتوقف «دينا» لحظة عن التردد على المستشفيات من أجل إيجاد علاج لصغيرتها، التي أقبلت على الدنيا بحالة يرثى لها، فرغم تخطي عمرها الـ12 شهرا، إلا أن الطفلة تعاني من عدة أمراض فشل بعض الأطباء في تحديد سببها، مؤكدين أن حالتها لن تُشفى إلا بمعجزة أو السفر خارج مصر.
مياه زرقاء ونقص بالساق اليمنى عن اليسرى
والدة الطفلة ليان محمد فتحي، ابنة محافظة الإسكندرية، من حجر النواتية، تعيش مأساة حقيقية، إذ تعاني منذ ولادتها من عدم زيادة الوزن وثبوته عند الـ3 كيلو جرام، ومن المياه الزرقاء في العين التي أصابتها بالعمى، ونقص في الساق اليمنى عن اليسرى بنسبة كبيرة 25%، بالإضافة إلى ضمور في المخ.
«وأنا في الشهر الخامس من الحمل، الدكاترة قالولي لازم تعملي أشعة علشان في حاجة في رأس الجنين مش طبيعية، وطلع عندها مياه في المخ»، بتلك الكلمات سردت الأم دينا معاناة طفلتها خلال حديثها لـ«» مع ضمور المخ، الذي منعها من الرؤية والحركة.
رغم عمر الطفلة الصغير، دخلت «ليان» غرفة العناية المركزة منذ 6 أشهر، إذ كانت حالتها خطرة، بسبب وجود ميكروب في الدم، لكنها تخضع حاليا إلى علاج طبيعي «لما ولدت بنتي في أول التاسع، كانوا بيقولولي مش هتعيش وإن في حاجة بالمخ مش موجودة، وبعدين دخلت الحضانة شهرين، وطلعت كانت عنيها زرقاء، وكل اللي قالوه لينا اهتموا بالعين أول حاجة»، تستكمل الأم حديثها في رحلتها الأليمة مع أول طفلة لها.
السفر خارج مصر لتلقي العلاج
العبارات التي يصرح بها الأطباء في كل زيارة للأم لم يتحملها أحد، إذ تزداد دقات القلب، والدموع تسكن الجفون «كل ما لما نروح لدكتور يقولنا مافيش أمل إنها تشوف، وإنها عاوزة معجزة، ودكاترة بتقولنا لازم تسافر بره مصر، هناك هيقدروا يكتشفوا علاجها»، تكمل الأم والحزن يسيطر عليها.
لم تلتفت «دينا» إلى حديث الأطباء التي توجهت إليهم، بل قررت هي وزوجها الذهاب إلى أطباء آخرين، وتعهدا أن يبيعا كل ما يملكان من أجل إنقاذ حياة فلذة كبدهما «عملنا أشعة رنين مغناطيسي على المخ، وطلع عندها جزء ضمور في المخ».
الصدمة الكبرى، أنهما اكتشفا أن المرض توغل في جسد ابنتهما حتى وصل إلى ساقيها «عملنا أشعة على العظام طلع عندها مشكلة في رجل إنها أطول من الأخرى، ومحتاجة تدخل جراحي أو تجبس»، وأوضحت الأم أن ابنتها تخضع حاليا للعلاج الطبيعي «محدش عارف يشخص حالتها في عدم زيادة وزنها عن 3 كيلو جرام».
زرع قرنية وفحوصات طبية
تطمح الأم للاستماع لاستغاثتها، ولحالة طفلتها الصغيرة، فهي بحاجة الآن إلى أشعة على الشبكية ومسار المخ للعصب البصري، أشعة رنين على المخ، أشعة على الحوض، تحليل تمثيل غذائي، بالإضافة إلى زرع قرنية بحسب تشخيص الأطباء، مضيفة: «جوزي مرتبه يدوبك يكفينا، وخلال السنة صرف فلوسنا في الحضانات والكشف عند الأطباء».