أثارت مقبرة الملك توت عنخ آمون، منذ اكتشافها قبل 100 عام، دهشة العالم الغربي نتيجة العثور على مقتنيات نادرة لم يشهدها تاريخ الحضارة المصرية القديمة من قبل، إذ انتشرت الكثير من الحكايات والطرائف في الصحف الأجنبية وبين علماء الغرب حول الملك ومقبرته، خاصة فيما يرتبط بخنجره المصنوع من النيزك والبوق العسكري.
قال الدكتور عماد مهدي، عالم المصريات، لـ«»، إن مقبرة الملك توت عنخ آمون أثارت اهتمام الغرب منذ اللحظة التي اكتشف فيها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر المقبرة في 4 نوفمبر 1922، إذ نقل للعالم دهشته بمقتنيات المقبرة النادرة التي وصلت إلى أكثر من 5000 قطعة أثرية، منها التابوت والقناع الذهبي، والمقاصير الخشبية المطلية بالذهب، وخنجر الملك.
علاقة البوق العسكري بلعنة الفراعنة
ولعبت الصحافة والإذاعة البريطانية دورًا كبيرًا في الترويج لفكرة لعنة الفراعنة، بعدما نفخ مذيع البرنامج البريطاني «ريكس كيتينج» في يوم 31 أغسطس 1939 في بوق الملك العسكري على إذاعة الـ«بي بي سي»، وسمعه مواطنو أكثر من 100 دولة، ليفاجأ العالم في اليوم الثاني مباشرة بإعلان بريطانيا الحرب العالمية الثانية على ألمانيا بعد اجتياح بولندا: «الصحف كتبت أن الحرب قامت بسبب النفخ في البوق وربطت الحدث بلعنة الفراعنة»، وفقًا لحديث «مهدي».
تناول الصحف البريطانية موت 22 من الأثريين عند فتح المقبرة
وتابع عالم المصريات، أن الصحف البريطانية ربطت بين العبارة المنقوشة داخل مقبرة توت عنخ آمون: «سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك» و بين موت نحو 22 من الأثريين والعمال الذين دخلوا المقبرة بعد اكتشافها، حيث فسرت أن السبب يعود للعنة الفراعنة أيضًا، موضحًا أن حقيقة موتهم يعود إلى العثور على نباتات وأعشاب طبية، وجدت داخل المقبرة منذ آلاف السنين، ما أدى إلى تحللها وتكون بكتيريا المجهرية التي تؤدي إلى الوفاة بمجرد استنشاق هواء المقبرة.
الخنجر الملكي أثار ضجة عالمية
من مكونات المقبرة التي أثارت ضجة عالمية في الصحف الأجنبية، خنجر الملك، بحسب حديث الدكتور عماد، نتيجة تأكيد فريق من العلماء الأجانب عام 2016 أن التركيب الكيميائي للخنجر مقاس 13 بوصة يظهر أنه صُنع بخبرة من مادة نيزك الحديد التي جاءت من خارج كوكب الأرض، ولم يتمكنوا من الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بكيفية إنتاجه وأين عثر عليه: «من الأمور الطريفة إللى كتبتها الصحف الأجنبية أن المصريين القدماء طلعوا الفضاء علشان يعثروا على النيزك المصنوع منه الخنجر»، في حين أن ذلك المعدن متوافر بكثرة في صحراء مصر.
حرص الدول على استضافة مقتنيات الملك
بجانب الإهتمام الإعلامي التي حظيت به مقبرة توت عنخ آمون، أشار الدكتور عماد إلى حرص العديد من الدول كبريطانيا وأمريكا وفرنسا إلى استضافة معارض القطع الأثرية للملك، من بينها تماثيل وبوق فضي وسرير جنائزي، وقفاز من الكتان، وتمثال بالحجم الطبيعي للملك: «وزراة السياحة بتهتم جدًا بتجول مقتنيات كنوز الملك في انحاء العالم بهدف تشجيع السياحة».