مع اقتراب ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، أهم مقبرة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، تتجه أنظار العالم أجمع إلى القناع الذهبي النادر الذي عُثر عليه ضمن مقتنيات المقبرة، إذ طوع المصري القديم خامات الطبيعة المختلفة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، ليصنع قناعًا وزنه حوالي 11 كيلو جرام من الذهب.
تقنية النانو تجعل لون القناع يختلف من اتجاه لآخر
الدكتور كريم أيمن، باحث ومفتش آثري بوزارة السياحة والآثار، قال في تصريحات لـ «»، إنّ قناع الملك توت عنخ آمون هو أندر قطعة آثرية في العالم، فهو مصنوع من الذهب الخالص المطروق، وإذا دققنا النظر به نجد نوعين من الفي المواقع الذهبية له، إذ نرى الأزرق الفاتح أو الأبيض الذهبي على وجهه ورقبته، واللون الذهبي الأصفر في باقي أجزاء القناع، بما يؤكد عظمة الفنان والصانع المصرى القديم، وتقدمه في العلم والتكنولوجيا: «اختلاف لون القناع من اتجاه لآخر يؤكد استخدام تقنية النانو التي تهتم بالجزيئات متناهية الصغر، وبابتكار وسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر وهو جزء من الألف من الميكرومتر».
براعة المصري القديم في استخدام تكنولوجيا حديثة
وأضاف «أيمن» أن المصري القديم برع في استخدام جسيمات الذهب النانوية، في صناعة هذا القناع، دون دراية منه أنه يستخدم تكنولوجيا حديثة نسعى لاكتشاف خصائصها والاستفادة منها في علوم ومجالات الحياة حتى الآن، وتابع قائلاً: «المصري نجح في استخلاص الذهب من عروق الكوارتز، وشكله بدقة حتى جرى تقديم تلك القطعة الآثرية النادرة التي وُجدت داخل مقبرة توت عنخ آمون عند اكتشافها منذ نحو قرن».
مكونات القناع الذهبي
ويمثل القناع غطاء رأس ملكي ذو لحية مستعارة، وقلادة على الصدر تحتوى على 12 صفًا بشكل متكرر من الخرز الملون باللون الأحمر، والأزرق الداكن، والأزرق المخضر، وتعلو جبهته أنثى العقاب وثعبان الكوبرا للحماية، ويوجد في الأذنين ثقبان لتثبيت القرط فيهما، وعن مقاسات القناع فيبلغ ارتفاعه 54 سم، وعرضه 3,39 سم، بحسب حديث مفتش الآثار، وأشار إلى أن المصري القديم استخدم الذهب كمكون رئيسى، بالإضافة إلى النسب القليلة من كل من الفضة والنحاس، والذهب الأبيض، وكذلك استخدم الأحجار الكريمة مثل العقيق، واللازورد، والأمازونيت، والمرمر.