جملة عابرة كتبها الروائي أحمد خالد توفيق عام 2012، فى إحدى مقالاته بعنوان «أماركورد»، تنبأ بموعد وفاته ودفنه قائلًا: «كان من الوارد جدًا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر»، ويشاء القدر أن تتحقق كما لو كان يرى يوم وفاته أمام عينيه حين كان مُمسكًا بقلمه لكتابة هذه الكلمات، وتحل اليوم ذكرى رحيل أحمد خالد توفيق بعدما تنبأ بموعد وفاته، يوم 2 أبريل عام 2018، عن عمر يناهز الـ55 عامًا، إثر أزمة صحية ألمت به.
ذكرى رحيل أحمد خالد توفيق
وفي ذكرى رحيل أحمد خالد توفيق الذى تنبأ بموعد وفاته ودفنه، خلال مقاله «أماركورد» التي نُشرت في مجلة الشباب، إذ تم تشييع جثمانه بالفعل بعد صلاة ظهر يوم 3 أبريل، كما ورد في الصفحة الـ62 من الرواية، إذ بدأها الكاتب الراحل قائلًا: «اليوم، كان من الوارد جدًا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر، إذا كان هذا هو الموت، بدا لي بسيطًا متخصرًا وسريعًا، بهذه البساطة، أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأغرب أنني لم أرَ أي شيء من تجربة الدنو من الموت NDE التي كتبت عنها مرارًا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة هي أنّ عزائك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تعد شابًا!».
واستكمل «العرّاب» قائلًا: «بالنسبة لي مت مرتين في يوم واحد، ولم يكن الأمر صعبًا جدًا، فجأة انقطع الفيلم في لحظة بعينها ثم عاد بعد حذف عشر دقائق، جميل جدًا ألا تعرف أنك تموت ولا تتوقع ذلك، فجأة أنت هنا، فجأة أنت هناك مع السر الأزلي».
أحمد خالد توفيق تنبأ بموعد وفاته
وفي مقاله يستكمل العرّاب وصف القبر والعالم الآخر مقارنة بآلامه التي عانى منها في الدنيا، وكتب بقلمه: «تدخل عالم القبر والكفن وانتفاخ البطن وسقوط الأنف، ويخافك الأحياء، لكنه بلا شك أفضل من معاناة صعوبة التنفس أيامًا وأنت موصول بجهاز التنفس، أو الشلل عدة أشهر وتلويث الملاءات، أو السقوط تحت عجلات قطار أو ميكروباص بجنون، كانت ميتة جديدة نظيفة برغم كل شيء».
«كان من الوارد جدا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر»، تلك هي العبارة التي تحققت بعد مرور 6 أعوام على كتابتها، وتداولها محبيه عقب إعلان خبر وفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان «أحمد خالد توفيق تنبأ بموعد وفاته».
على سرير مستشفى عين شمس، لفظ العرّاب أنفاسه الأخيرة، بعدما نقلته أسرته إثر وعكة صحية ألّمت به يوم 2 أبريل 2011، بناءً على توصيات طبيبه الخاص، إذ بادر إلى ذهن الدكتور «أيمن» إرساله إلى مستشفى «عين شمس التخصصي» لزراعة جهاز اسمه «ICD» مهمته أن يراقب النبض، وعند الشعور بالاضطراب أو الارتجاف البطيني، يطلق هذا الجهاز صدمة كهربية تعيده إلى الحياة، ويعمل بحجارة يُجرى استبدالها كل 7 سنوات.
وبعد إجراء العملية، عاد الروائي أحمد خالد توفيق إلى منزله، ووصف لحظات عودته إلى الحياة مرة أخرى، ليختتم مقاله قائلًا: «الموت يأتى بسرعة فائقة فلا تراه قادما.. ومَن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا، أنا من القلائل الذين عادوا ويمكنهم أن يؤكدوا لك ذلك».