في حي الجامعة بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، جدارية ضخمة للغاية للنجم محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر، من ينظر إليها من بعيد يعتقد أنها تتلامس مع السحب، مثلما تتلامس نجومية لاعب منتخب مصر، مع نجومية أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، إن لم تكن أصبحت تتخطاهم بالفعل بعد المستوى المبهر الذي يقدمه اللاعب هذا الموسم بشهادة عدد كبير من النجوم، والذين يصفونه حاليًا باللاعب الأفضل في العالم.
الجدراية الضخمة والمرتفعة، بطلها رسام الجرافيتي والجداريات رؤوف غنيم، صاحب الـ 26 عامًا، والتي رغم مساحتها الكبيرة والمرتفعة، لم تتطلب منه أكثر من يومين للانتهاء من رسمها، كما أنها تعتبر أكبر جدارية لـ «صلاح»، حسب ما يؤكده الرسام في حديثه مع «»، قائلا: «الجدارية ارتفاعها 5 أدوار وعرضها 12 مترا، ومساحتها حوالي 156 مترا مربعا».
جدراية «صلاح» عالجت «رؤوف» من الاكتئاب
جدارية محمد صلاح كانت كالعلاج، الذي تخلص به هذا الرسام من الإكتئاب الذي لازمه لفترة قبل أن يبدأ في رسمها، وهو ما يكشف عنه «رؤوف»، الذي تعرض لحادثة كادت أن تودي بحياته خلال رسمها، موضحًا: «جدارية صلاح رسمتها في يومين بس، أول يوم السقالة كانت هتقع بيا وأنا متشعلق على حيطة الدور التالت، وكنت هموت، بس الناس جابت نجار مسلح، والحمد لله ربنا ستر وعديت على خير، ده غير أن أنا أصلا عندي فوبيا من الأماكن المرتفعة».
إصرار على استكمال رسم الجدراية رغم حادثة «السقالة»
ورغم ما تعرض له رسام الجرافيتي، لكنه أصر على استكمال تلك الرسمة، حتى حينما فوجئ برفض العمال المساعدين له، أن يتسلقوا هذه الجدران من جديد لاستكمال تلك الرسمة: «كل العمال خافوا يكملوا وسابوني، بس أنا كنت مُصر أكملها حتى لو هطلع لوحدي، وأخويا خاف عليا طبعًا، رغم إنه كان عريس جديد، وكنا تاني يوم فرحه، بس مرضيش أطلع لوحدي، وطلع معايا يساعدني، وبعد شغل 11 ساعة متواصلة اليوم الأول، و9 ساعات متواصلة اليوم الثاني، خلصت الجدارية على خير الحمد لله».
عمل بمهن مختلفة حتى أصبح رساما
الرسام الشاب عرف طريق الكفاح من صغره، وفي سبيل أن يصبح رساما بالأساس، امتهن أكثر من مهنة مختلفة كبائع للملابس وكذلك للفضة، إضافة إلى دراسته للحقوق وللفنون الجميلة، قبل أن يصبح رسام جرافيتي ناجحا، وجدراياته المختلفة موجود بغالبية محافظات جمهورية مصر المختلفة، موضحًا: «عملت جداريات في طنطا والفيوم والعين السخنة والإسماعيلة والجونة، وكل محافظة في مصر تقريبًا».
حلمه إنشاء فروع للأكاديمية بكل مدن مصر
ويتمنى خريج كليتي الحقوق والفنون الجميلة، أن يصل فنه إلى الناس، معربًا عن حزنه من عدم اهتمام الناس حاليًا بالفن والثقافة كما كان قديمًا، ويحلم بأن يفتتح فروعا كثيرة لأكاديمته لتعليم الرسم بكل مدن مصر، حتى يساعد ذلك في إيجاد عمل لكل الرسامين الموهوبين الذين يعلمهم الرسم، مختتمًا حديثه مع «»: «نفسي أوظف الناس اللي بعلمها الرسم، عشان يشتغلوا في الحاجة اللي بيحبوها زي ما ربنا كرمني وبقيت بشتغل فيها، بعد سنين شقى وتعب كتير».