| «راندا» تنفق على ابنها المصاب بعيب خلقي: حلمي يشارك في «قادرون باختلاف»

لعب القدر دوره ومنح راندا عادل اختبارًا صعبًا، وهو ابنها «كريم» الذي ولد بعيب خلقي نادر يتمثل في عدم وجود عظمة أساسية في قدمه، تسببت في بتر قدمه، وكان انفصالها عن زوجها بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لكن راندا رفضت البكاء على اللبن المسكوب واختارت البدء من جديد لتنجح في تعليم ابنها السباحة، بل ويدخل في مسابقات رغم إعاقته القاتلة.

 تعتبر راندا عادل من الإسكندرية، أن معاناتها بدأت بعد شهور من ولادة ابنها إذ اكتشفت أنه مصاب بـ3 عيوب خلفية، وبعد تقبلها للأمر بنفس راضية، والبدء في رحلة علاج كريم المكلفة ماديًا والمرهقة نفسيًا، إلا أن القدر كان يخبئ لها صدمة أخرى، وهي رفض زوجها للإنفاق على علاج ابنهما، ثم تطاوله عليها وإهانتها، لتقرر أن ابنها هو الأهم فتنفصل عن زوجها، وتبدأ رحلة جديدة هدفها الأساسي عدم شعور «كريم» أنه مختلف عن الآخرين.

 «أنا اتجوزت وأنا عندي 18 سنة بعد انفصال والدي ووالدتي، وده خلاني نفسي يكون عندي عيلة تانية، وأتجوزت في شمال سيناء، لأن والدي كان عايش هناك، لكن بعد فترة بدأ زوجي وعيلته في إهانتي، و قررت الانفصال في هدوء، وخاصة بعد رفضهم أني أعالج (كريم) فأخدت ابني ورجعت لأمي علشان عمليات ابني» تقولها «راندا» بينما تخفي الحزن في صوتها ومحاولة التحلي بالقوة.

بعد الطلاق تحولت راندا إلى أب وأم فلم يكن على عاتقها رعاية كريم فقط، بل أيضًا الإنفاق عليه مما جعلها تبحث عن أي عمل مناسب حتى التحقت بوظيفة في شركة ملابس، موضحة: «كريم كان عنده 6 سنين لما انفصلت عن والده، ودلوقتي عنده 11 سنة، ولمدة 5 سنين لم يفكر والده في الإنفاق عليه، لذا اتجهت للعمل في إحدى شركات الملابس لتوفير الدخل اللازم للتغلب على مصاعب الحياة، والحقيقة إني تحولت لأب وأم لأكون على قدر المسؤولية».

رحلة «كريم» من المعاناة إلى بطل سباحة

رحلة راندا الحقيقة بدأت مع ابنها منذ الانفصال، إذ قررت إلا تسمح للمجتمع بإشعاره بأنه مختلف أو ينقصه شئ، لذا عملت على تحفيزه بكل السبل سواء فى المجال الرياضي أو الدراسي حتى أصبح متفوقًا في الدراسة، ويحتل المركز الأول في قوائم المتفوقين، بالإضافة إلى التفوق في السباحة: «حاولت أنمي مهاراته الرياضية في السباحة، وبإذن الله يحقق نجاح فيها خاصة بعد إشادة مدربه به، فبتر قدمه ماوقفش حاجز بل العكس خليه قوي أكتر وواثق في نفسه».

لا تنكر راندا فضل عائلتها في مساندتها خلال رحلة رعاية ابنها كريم، لذا هي تحاول حاليا الالتحاق بكلية تجارة من أجل أن تجد عملًا مناسبًا لها، وليس مجرد وظيفة مؤقتة مثل التي تشغلها حاليًا، موضحة: «عمري ماحسيت أني ضعيفة علشان وحدي، بل بالعكس أنا بحس أني جبل بيهم ومستحيل أقع طالما هما موجودين، وكل أمنيتى أن كريم يشارك فى مؤتمر «قادرون باختلاف».