المحلل الشرعي
بألسنة تذكر الله، متاجرين بآياته لتحقيق أغراضهم، يمارسون مناهج أهل البدع والأهواء، لإفراغ شهواتهم من جهة، وجمع الأموال من جهة أخرى، إذ سهلت «السوشيال ميديا» جريمتهم التي حرّمها الدين واعتبرها من الفواحش، فلا فرق بينها وبين الزنا، سوى في التحايل على الشرع.
فترة وجيزة مرت على حبس محمد الملاح «المحلل الشرعى»، مدعي الزواج من 33 سيدة بتهمة ترويج الفاحشة والشائعات، وحسمت دار الإفتاء حكم «المحلل» في الدين، مشددة على أنه حرام شرعاً باتفاق جميع الفقهاء.
فبعد أن هدأت الأجواء وتراجع الحديث عن تلك الظاهرة في الفضائيات، ظهر عدد كبير من الشباب من أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة على صفحات «فيس بوك» يتلاعبون بالشرع والقانون من أجل المال والمتعة، يصفون أنفسهم بأنهم راغبون في فعل الخير، عن طريق كتابة منشورات تتضمن: «أنا في خدمة أي زوج أو زوجة يحب يرجع مراته بعد 3 طلقات، فى سرية تامة، وبمنتهى الأدب والاحترام».
وآخر كتب «أنا محلل زواج شرعي وذلك لسيدة مطلقة أكثر من 3 مرات، حرصاً مني على لمّ شتات الأسرة، والمدة حسب الاتفاق 24 ساعة أو 48 ساعة أو أسبوع، عمري 36 عاماً، اللي جادة تكلمني خاص».
وبعد رؤية العديد من إعلانات «التحليل الشرعي» على جروب «فيس بوك»، سري، يحمل اسم «محلل شرعي لوجه الله بطريقة آمنة» به 1000 عضو، تواصلت «» مع عدد من المعلنين عن طريق رقم الهاتف، إذ كانوا يتركون تعليقات لهم مرفقة بأرقام هواتفهم الخاصة، والتواصل عن طريق «واتس آب»، نسجنا قصة لتجاذب أطراف الحديث مع «المحلل الشرعى»، وكانت المفاجآت.
«مصطفى. م»، 28 عاماً، اشترط عند التواصل معه بصفة «زوج المطلقة» أن تكون مصاريف المأذون والسكن خارج نطاق المبلغ الذي يتقاضاه بعد الاتفاق معه على دفع 2000 جنيه، وألا تزيد المدة على يومين، وبسؤاله عن عدد مرات الزواج؟ كان الرد «خير متقلقش الموضوع مش أول مرة».
وبعد الاتفاق على التفاصيل، أراد «مصطفى» أن يرى صورة الزوجة وملامحها، قائلاً: «هو مرات حضرتك عندها كام سنة.. ويا ريت تبعتلي صورة ليها»، وقمنا بمراوغته بدعوى عدم الرغبة في إرسال صورة الزوجة لشخص غريب.
والأكثر غرابة، أن الشاب لم يخجل من شيء بل أرسل صورته الشخصية، ويومياً كان يعاود الاتصال لتعجيل الأمر بإتمام «التحليل».
ربيع: «صحابي قالولي المهنة بتكسب»
وبعد «مصطفى»، هناك «ربيع. م»، مهندس في شركة الصرف الصحي بإحدى المحافظات الساحلية، حرص في كل «بوست» على الجروب السري المخصص لوظائف المحللين الشرعيين، على وضع رقمه الخاص، معلقاً: «هذا رقمي أنا تحت الخدمة»، مشترطاً أن يكون الزواج في نطاق محافظته، مع دفع مبلغ 10 آلاف جنيه: «دي أول مرة أجرب فيها وأكون محلل شرعي، كما أنني عازب لم يسبق لي الزواج قبل ذلك».. مضيفاً: «حابب أجرب لأني سمعت من صحابي إنها مهنة بتكسب، وفي نفس الوقت بتعمل خير».
«رمضان»: بعمله مجاني
أما «رمضان»، من محافظة المنيا، فرفض أن يتقاضى مبالغ مالية مقابل تحليل الزوجة لزوجها، قائلاً: «المدة حسب الرغبة، لكن الطلاق بيحصل على طول».
وبسؤاله عن كيفية الزواج هل يعقد عرفياً أم شرعاً؟.. قال: «بالطبع شرعي علشان يكون حلال»، مؤكداً أنه لا يتقاضى أي مبالغ مالية مثل الآخرين: «حلفان اليمين بينه وبين الزوج الأول.. هو ضمانة الطلاق، وكتابة العقد الشرعى، بحضور مأذون وشاهدين» بحسب حديثه لـ«»، عبر محادثة هاتفية.