رغم كونه من ذوي الهمم إلا أن الإعاقة بالنسبة لـ«ربيع» كانت في العقل فقط، فالشاب العشريني ابن محافظة الشرقية، اعتاد العمل في كافة المهن المختلفة، ولازال يكافح في الحياة من أجل الإنفاق على أسرته، فمبدأه في الحياة الاعتماد على نفسه وألا يمد يديه لأحد أبدًا.
يحكي ربيع إبراهيم، من أبناء مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، أنه درس أصول دين قسم عقيدة وفلسفة، وبعد تخرجه حاول كثيرًا البحث عن مهنة مناسبة دون جدوى، ليكون الحل هو العمل: «من وأنا صغير كنت بشتغل ومتعود أساعد في البيت، واشتغلت بعد ما اتخرجت عامل باليومية في مهن كتير منها الزراعة والجبس، شيل الأسمنت، الفلاحة، النقاشة، وحاجات كتير جدًا، مش هينفع أمد إيدي لحد، لازم أكون قد المسؤلية».
لم يكن يهم الشاب العشريني كثيرًا ساعات العمل ولا الأيام، فهو مؤمن بأن الإرهاق والكفاح ستكافئ عليهم أسرته في النهاية ويرسم البهجة على وجوه أطفاله: «كنت ساعات بشتغل 8 أو 10 ساعات، وفي بعض الأوقات كنت بشتغل 16 ساعة في الفلاحة مثلا وممكن تبقى يوميتي 100 جنيه وساعات في النقاشة كنت باخد في اليوم 110 جنيه والفلوس بتزيد على حسب عدد الساعات، وكنت مبسوط جدا وراضي».
حادث يتسبب في بتر إيدي ربيع
«الدنيا كانت ماشية حلوة لحد ما في مرة كنت شغال على مفرمة ذرة، فالدرة لف على إيدي وكنت بحاول أسلكه فبشد إيدي دماغي لفت وإيدي اتسحبت في المفرمة».. حادث مرعب تعرض له «ربيع»، ليجلس على الأرض ويستند على الحديد ولكن كان الأوان فات وخسر يديه: «الموضوع كله مخدش أكتر من 20 ثانية وبعدها كل حاجة راحت، والأهالي ودوني المستشفى وبعد تعبي والدتي تعبت هي كمان واتوفت بعد الحادثة بـ50 يوم، وأهل الخير لفوا بيا على الدكاترة وبيقدومولي إعانات ومساعدة».
لم يستسلم الشاب لأزمته، فهو لديه 4 أبناء، وزوجته ربة منزل تساعده على المعيشة: «أهم حاجة الإرادة ونرضى بنصيبنا، أنا عندي أربع عيال بقيت أنا الطفل الخامس ومبقدرش أعمل أي حاجة، وبطلت أروح لدكاترة لأن المشوار الواحد بيتكلف أكتر من 200 جنيه».. قدم «ربيع» على معاش ولازال في انتظار الموافقة التي ربما تستغرق 6 أشهر: «مش عايز غير معاش ثابت وأطراف صناعية تخليني أشتغل».