مع بدء إجازة نهاية العام الدراسى، تبدأ الخطط لاستثمارها على الوجه الأمثل، وبدلاً من اقتصارها على الأنشطة الترفيهية التقليدية، انطلقت دعوة بناءة تحت عنوان «بلدك اعرفها.. حبها.. انتمى ليها»، لتعريف الأطفال والمراهقين بتراث مصر وحاضرها، من خلال برنامج تدريبى لمدة تتراوح من شهر إلى شهر ونصف.
المبادرة التى أطلقها شباب مطرانية العذراء بمدينة 6 أكتوبر، تأتى إيماناً بدور الشباب المصرى فى تقدم الدولة، وتحقيق خططها الطموحة للتنمية والازدهار، حيث أوضح فوزى نصيف، منسق المبادرة، أن الفئة العمرية المستهدفة هى الطلاب فى المرحلتين الإعدادية والثانوية: «فى هذه السن من السهل توصيل رسالة المبادرة لهم، من خلال برامج وزيارات تربط بين الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية، وأيضاً الحضارة الحديثة، التى تنفذ حالياً على مستوى عالمى يفوق الخيال».
القيام برحلة لمدة يوم لن يحقق الهدف المنشود، فى رأى «نصيف»، لذا جاء التفكير لاختيار مجموعة من الطلاب، وعمل استبيان لهم من قبل أحد المتخصصين، لقياس درجة انتمائهم للوطن، على أن يتم عمل برنامج يشمل: «فى اليوم الأول تعريف بهدف اللقاء، وممارسة ألعاب رياضية لإيصال قيم ومبادئ معينة للطلاب، كما يتم تقسيمهم لمجموعات عمل، ويطلب من كل فريق عمل ماكيت أو نموذج يعبر عن معالم مصر، كما يتخلل اليوم تنظيم محاضرة وندوات تثقيفية، على أن يتم استطلاع رأى المشاركين فى ختام اليوم عن أهم الرسائل التى وصلتهم».
أما النقطة الثانية والأبرز فى البرنامج، بحسب «نصيف»، فهى تنظيم رحلات لأبرز معالم مصر وتاريخها مثل القلعة، جامع بن طولون، جامع عمرو بن العاص، السبع كنائس، متحف الحضارات، حضور عرض بدار الأوبرا، إلى جانب تنظيم زيارات متنوعة لجامعات مصر، وما تم على أرض الواقع من مشروعات قومية «العاصمة الإدارية الجديدة، أنفاق، طرق..»، على أن يتم عمل استبيان فى نهاية البرنامج، لقياس مدى اختلاف درجة انتماء الطالب للوطن، وتطبيق التجربة مع مجموعات أخرى من الشباب.
ولتحقيق تلك الأهداف الطموحة، قدَّم «نصيف» دعوة من خلال «» لتبنى المبادرة من قبل أكثر من جهة على رأسها وزارتا التربية والتعليم، والشباب والرياضة، وهيئة تنشيط السياحة، لتنفيذها على أوسع نطاق، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التى يتم إطلاق المبادرة فيها، حيث أطلقوها فى 2012، ونظموا رحلات إلى معالم مختلفة، بصحبة أطفال أيتام، وعادت المبادرة فى 2015 و2017، بالاشتراك مع مؤسسة «أنا المصرى لرعاية أطفال بلا مأوى».
هند مصطفى، مدرسة، شاركت فى المبادرة عام 2015، وعن التجربة تقول: «كان لى الشرف أنا وأولادى حازم وفرح، وبعض طلاب المدرسة المصرية الصينية المشاركة فى مبادرة بلدك اعرفها.. حبها.. انتمى ليها، وزرنا منطقة مجمع الأديان، القلعة، جامع أحمد بن طولون، جامع عمرو بن العاص، السبع كنائس والكنيسة المعلقة، وكان يرافقنا فى الرحلة أحد شيوخ الأزهر وأحد قساوسة الكنيسة ومرشد سياحى، فكانت فرصة عظيمة للتعرف على الشعائر الإسلامية والقبطية وعظمة الحضارة المصرية، من خلال شرح مبسط لكل المعالم التاريخية التى تمت زيارتها». تتمنى «هند» تكرار التجربة ونشرها ليستفيد أكبر عدد من الطلاب والشباب، ويعرفوا أننا جميعاً كمصريين لنا جذور واحدة متشابهة مهما اختلفت عقائدنا.