سنوات طويلة مرت على «أمين»، الذي وصل إلى العقد السادس من عمره، استمر خلالها مُحتفظًا بصنعته كمنجد أفرنجي، بما فيها من فنون وأذواق قديمة قد تكون اندثرت هذه الأيام، ليبقى هو من بين قليلين يجمع في تمكنه بين إنتاج الأعمال الكلاسيكية والحديثة بأشكالها وأنواعها المُميزة، مما أكسبه حب وثقة جميع زبائنه.
أمين إسماعيل، 52 سنة، من أبناء منطقة فيكتوريا بمحافظة الإسكندرية، يعود بذاكرته لسنوات طويلة من الماضي، ليسترجع مع الـ«»، بدايتة مع حرفة التنجيد، التي بدأ فيها وهو لا يزال في عمر 14 عامًا كصبي صغير رفقة أخيه الأكبر وابن خالته: «كنت بروح المدرسة وفي وقت الإجازة بشتغل علشان أتعلم الصنعة».
تعلم «أمين» حرفة التنجيد
حاول «أمين» اكتساب فنون المهنة وأسرارها خلال سنوات عمله، لتمر به السنون ويتمكن أخيرًا وهو في سن الـ 25 من العمل بمفرده: «الحمد لله بدأت أشتغل قدام بيتي لأني مكنش عندي مكان وبعدها ربنا كرمني بمكان»، بحسب «أمين»، فهو أبٌ لابنتين «حبيبة» 20 سنة، و«جنا» 11 سنة، ابنته «حبيبة» أنشأت له صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لترويج أعماله وهو ما ساعد على نشر فنه وذوقه بين الناس مما زاد من عدد زبائنه.
عدة مواد يستخدمها «أمين» في إنتاج أعماله، وهي الأقمشة والإسفنج بأنواعهما بالإضافة إلى «الكرينو» وهو سعف النخيل بعد فرمه وتجفيفه: «بنعمل الشغل بتاعنا بماكينة الخياطة والكومبروسر»، قبل عدة سنوات مضت كان يعتمد في عمله على استخدام الشاكوش والمسمار، وهو ما يفتقده بشدة كونه يُمثل ذكريات جميلة في مخيلته.
الجمع بين الأعمال الكلاسيكية والحديثة
أعمال كثيرة يُقدمها «أمين» لزبائنه بلمسات جمالية تأسِر إعجابهم، منها الأعمال الكلاسيكية وما تتميز به من فنون راقية ذات المعاني والدلالات المحببة لمن يفهمها، وأيضًا الأعمال الحديثة بما فيها من هدوء وجمال: «بقترح العلى الزباين بتاعتي وبتعجبهم جدًا ودايمًا بيطلبوا مني أني اختار العلى ذوقي».
من الأسباب التي جعلت «أمين» يحظى بإعجاب زبائنه في أعماله الكلاسيكية، التي تتميز أقمشتها بالوالرسومات المتعددة، هي قدرته على ضبط مقاسات القماش قبل قطعه ليتناسب تمامًا مع مقاسات العمل المُراد تصنيعه: «الشغل الكلاسيك هو إللي فيه الصنعة فعلًا، إنما الشغل الحديث كله قماش سادة سهل تقطع أي مقاس منه بدون أي مجهود»، هكذا قال «أمين»، وأن الشغل الكلاسيك يتطلب الدقة والتركيز الشديد: «في الشغل الكلاسيك لازم عينك تكون مركزة قبل إيدك».
رغم استخدام «أمين» للإسفنج في الكثير من أعماله الذي يتميز بسهولة التعامل معه وتطويعه وقطعه على حسب المقاسات المطلوبة، إلا أنه يظل مُحافظًا على استخدام «الكرينو»: «الصنايعي الصح هو اللي إيده تكون ميزان وهو بيحط الكرينو بحيث تبقى مظبوطة مع مقاسات القماش».