| رحلة «حسن» من البازار للرصيف: شواحن وسماعات.. ولا ذل السؤال

يجلس بجوار «فرشة إكسسوارات موبايل»، ممسكًا بهاتفه ليستمع إلى الراديو، لا يبالي بهيئته وتغير حاله واستقراره على الرصيف، بعدما كان لديه محلات ملابس وبازارات بمدينة شرم الشيخ، إنما يتمسك فقط بـ«فرشته» التي تعفيه من ذل السؤال أو السرقة.

شواحن وسماعات على الرصيف

«شواحن وسماعات تتراوح أسعارها ما بين 15 و20 جنيهًا»، يبيعها حسن محمد، 63 عاماً، على رصيف شارع التحرير بالدقي، وحكى لـ«» رحلة انتقاله من شرم الشيخ إلى الرصيف: «اشتغلت في المدينة السياحية، وكان عندي بازارات ومحلات ملابس، اتجوزت هناك وربنا كرمني بخمس عيال، بس حصل موقف معايا فى 2016 خسّرني شغلي، صاحب الفندق اللي كنت شغال فيه رفع قضية علىّ بسبب خلافات بينّا وكسبها، واتطردت من المحل، ومن ساعتها بقعد على الرصيف».

أزمة تواجه الرجل الستيني في شرم الشيخ 

بعدما تعرّض «حسن» لتلك الأزمة، اضطر أن يعود إلى القاهرة، ليبحث عن فرصة عمل أخرى، خاصة أنه انفصل عن زوجته، ويعول وحده خمسة أبناء، ولم تُتح أمامه فرصة أخرى للرزق، حسبما روى: «رجعت الدرب الأحمر، ومن ساعتها وأنا شغال في إكسسوارات الموبايل، أجيب شواحن وسماعات، وأقعد بيها في الشارع وربنا بيكرمني».

كونه رجلاً بسيطًا لا يمنع أنه يعتز بنفسه، ويرفض ظاهرة التسول المنتشرة فى الشوارع: «زمان كان عندنا تكيات والعرب بينزلوا فيها ياكلوا، نفسي ترجع ويتلم فيها كل المحتاجين والمتسولين والعيال الصغيرة، يأكلوا ويتعلموا حرف بدل مد الإيد والكذب، الولد من دول يجيب رغيف عيش وبجنيه بطاطس ويغرّقهم في التراب، وييجي قدام الناس اللي معديين يعمل نفسه بيدوّر على أكل جنب الحيط وينضفه وياكله، عشان يصعب عليهم فيعطفوا عليه ويدوله فلوس».