بالرغم من الإحباطات الكثيرة التي تعرض لها خلال رحلته وتخرجه في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بتقدير مقبول، وتعثر حصوله على فرصة عمل، إلا أن اليأس لم يهيمن على قلبه بل واصل سعيه لسنوات طويلة إلى أن تم تعيينه بإحدى الجامعات الخاصة في المنصورة، لتدريس اللغة الإنجليزية للطلاب والتي يقدمها أيضًا للملايين من مُتابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
«محمد» عمل في مهنة النقاشة
يحكي «محمد أيمن»، 28 سنة، من أبناء مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، في حديث لـ«»، أنه تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بنسبة 63% عام 2015، وأنه حاول البحث عن وظيفة لكنه لم يجد مما جعله يلجأ إلى مهنة النقاشة مع والده: «دوَّرت على شغل كتير واترفضت، ومرة قدمت على وظيفة وفي امتحان القدرات في اللغة الإنجليزية جبت 30% فاترفضت برضو وده خلاني مريت بمرحلة شديدة من الإحباط»، قالها «محمد»، لافتا إلى أنه ظل على هذا الحال إلى أن شاهد مقطع فيديو على اليوتيوب مفاده أن «قليل دائمٌ خيرًا من كثيرٌ متقطع»، لتتغير حياته بالكامل بعدها.
قراءة 1000 كتاب
بدأ «محمد»، في تعلم اللغة الإنجليزية من خلال «الكورسات» والبحث في الكتب والقراءة إذ قرء ما يقرب من 1000 كتاب، إلى أن تحسن مستواه بدرجة جعلت ابن عمه وهو طالب في الثانوية العامة يلجأ إليه ليشرح له دروسه المدرسية: «كنت بغلط كتير في المنهج بس جيت في أجازة 2016 قررت أني أذاكر منهج اللغة الإنجليزية بالكامل من أولى ابتدائي لتالتة ثانوي واطلعت على كتب ومذكرات كتير علشان أفهم دماغ المدرسين والطلبة، وبعد كدا الحمد لله تمكنت من اللغة وكسبت ثقة اللي حواليا».
في أوائل 2017 اتجه «محمد»، للتكنولوجيا ليستثمرها ويستفيد منها في إظهار قدراته التعليمية ومهاراته: «عدى عليا وقت طويل من غير ما ألاقي عدد متابعين يشجعني أني أكمل.. وفي بداية 2021 سجلت في الماجيستير بجامعة المنصورة والحمد لله الجامعة وقتها كانت بتقبل المتخرجين بتقدير مقبول وحصلت على الماجستير بتقدير امتياز وكنت من الـ 4 الأوائل»، بحسب «محمد»، لافتا إلى أنه ألَّف كتابًا بعنوان «إنجليزي ده يا مرسي؟» يضم بين صفحاته نحو 300 مَثل شعبي مصري مُترجمة للإنجليزية.
زيادة عدد مُتابعيه على «تيك توك» و«فيس بوك»
أغسطس الماضي كان شهر الحصاد لِما زرعه «محمد»، بدموعه ومجهوده خلال سنواته الطويلة الماضية، إذا بدأت حياته تتخذ منعطفًا آخر بعدما قفز عدد مُتابعيه على برنامج الـ«تيك توك» إلى مليون و200 ألف، ووصل مُتابعوه على «فيس بوك» إلى 65 ألف مُتابع، مما جعله مقصدًا للقائمين على «الإيفنتس» والمؤتمرات التي يحضرها مئات من الطلاب، ومن بعدها بدأت القنوات الفضائية والصحف في التسابق عليه: «الحمد لله دلوقتي شاركت في تأليف كتب خارجية للثانوية العامة مرات كتير، وحصلت على 2 دكتوراه فخرية من أكاديمية في الشيخ زايد وبيتم دعوتي لحضور إيفنتس في محافظات مختلفة مثل أسوان والزقازيق والشرقية والأقصر والقاهرة، ودلوقتي الحمد لله من حب الناس لما بدخل إيفنت بيكون معايا جاردز علشان الناس بتكون حابة تتصور معايا»، وفقًا لـ«محمد»، الذي يؤمن أن كل ما وصل إليه هو توفيق من الله في المقام الأول.
إحباطات واجهها «محمد»
لم يحقق «محمد»، كل تلك النجاحات هباءً ولم يحظ بهذه الشهرة صُدفةً، بل هي نتاج مجهودات ضخمة في البحث ووصل الليل بالنهار من أجل تطوير نفسه وتنمية قدراته، بالإضافة إلى الإحباطات الكثيرة التي أتته ممن حوله: «لما بدأت أعمل فيديوهات ناس كتير أحبطتني وقالتلي أيه لازمة الهبل اللي بتعمله ده.. طالما مش جايبلك فلوس خلاص سيبه وأبدأ في حاجة كويسة.. وساعات كتير كنت بحبط وأقول مش هكمل بس برجع بعدها وأكمل تاني»، هكذا روى «محمد»، المعروف وسط مُتابعيه بجملته الشهيرة التي يختم بها كل فيديوهاته وهي: «لا تنسى الفولو أخي في الله»، إذ يُلقيها عليهم بطريقة فكاهية مما جعلها تنال حب وإعجاب الكثير منهم.
قاتل الأغاني
أحلامًا كثيرة حققها «محمد»، وتتبقى لديه أحلامًا لم يحققها حتى الآن منها الظهور مع الإعلامية منى الشاذلي، والحصول على بعثة دراسية خراج مصر، وأن يُصبح مذيعًا لأحد البرامج ذات يوم: «المتابعين بتوعي ملقبيني بقاتل الأغاني، لأني بشوف الأغاني اللي فيها ألفاظ خارجة وبذكرها كلها وبنصح الناس أنهم ميحضروهاش».