«قالولي بينشط الجسم».. تحت تلك الكلمات الزائفة، نجح أصدقاء محمود عبد العال في استدراجه لطريق المخدرات، وخلال فترة قصيرة تحول الشاب النشيط إلى شخص آخر، يسعى بكل كيانه للحصول على قرص المخدر دون أن يعي أي شيء ويخسر في سبيل ذلك هويته وأمواله، ليقرر بعد 15 عامًا التوقف عن التعاطي بسبب ما فعلته معه ابنته.
يحكي «محمود» صاحب الـ 34 عامًا، ويعيش في محافظة الجيزة، أنه اعتاد على تعاطي بعض الأقراص المخدرة منذ 15 عامًا: «كنت شغال حداد مسلح وقالولي على نوع مخدرات بينشط الجسم، ولما جربته مرة حسيت بنشاط حقيقي في جسمي وبدأت أخده باستمرار»، وبعد ذلك بدأ في تعاطي «الترامادول» ليقع في فخ الإدمان.
«محمود»: مرض بنتي خلاني أبطل مخدرات
رغم ارتفاع سعر المخدر، لم يتمكن الشاب الثلاثيني من الإقلاع عنه حتى أنفق أمواله بالكامل: «حرفيا ضيَّعت كل اللي كان معايا لحد ما مرض بنتي فوقني، كنت شايل بنتي على دراعي وأنا شايفها تعبانة وبتموت، ومكنش في جيبي غير 150 جنيه تمن نص شريط، ومن هنا قررت إني لازم أبطل فورًا»، بحسب حديثه لـ«».
«لما رجعنا البيت قلت لأمي ومراتى، أنا هقعد في أوضة لوحدي ومش عايز حد يدخلي نهائي.. أنا يا إما أموت يا إما أبطل»، بتلك الطريقة قرر «محمود» الإقلاع عن الإدمان، وظل داخل غرفته بشكل كامل لمدة 14 يوما، وهو غير قادر على النوم وفاقد للشهية ويشعر بألم رهيب في كل جسمه، وفي اليوم الـ15 أُصيب بمغص شديد، ما اضطره للذهاب إلى أحد الأطباء وإبلاغه بقصته ليؤكد له الطبيب أنه تعافى ولم يعد يحتاج لشيء: «لما حكيت للدكتور قالي أنت خلاص كدا تمام».
من 15 عاما إدمان إلى التعافي التام
وعن تأثير ذلك المخدر على حياته قبل الإقلاع عنه، شرح «محمود»، أن المخدر أثر على حياته بشكل كبير، وتعرض للكثير من الخلافات وترك عمله وكاد يخسر زوجته وابنته بسبب الإدمان.
عادت حياة الشاب إلى طبيعتها شيئًا فشيئًا، واسترد صحته وعمل في شركة للمستلزمات الطبية: «نصيحتي للشباب إنهم يكون عندهم إرادة ويدعوا ربنا بنية صادقة».