| رحلة «مها» بعد الإخفاق بنتيجة الثانوية التجارية.. حصلت على الدكتوراه الفخرية

قطار النجاح يمر بمحطات شاقة، يصل فقط القادرون على المثابرة والخطيط، والمتمسكون بالحلم، مبدأ يؤمن به أصحاب قصص النجاح بعد الإخفاق في أمور مختلفة ومنها نتيجة الثانوية العامة، كانت من بينهم مها نور، الحاصلة على الدكتوراه الفخرية من أمريكا، متحدية كافة الصعوبات التي واجهتها في حياتها، وكأن لسان حاله يثبت بيت الشعر القائل: «ما بين ضوءين تحلو ظلمة النفق».

رحلة كفاح «مها نور» صاحبة  الـ46 عامًا، بدأت أول حلقاتها بالإخفاق في نتيجة الشهادة الإعدادية لتكون أول واحدة تدخل دبلوم تجارة في أقاربها، ما عرضها إلى التنمر والسخرية ويزول أمامها حلم الالتحاق بكلية الإعلام الذي لطالما رغبت فيه منذ طفولتها: « كنت فاشلة من وجهة نظر أهلي لأني دخلت ثانوي تجاري مش ثانوية عامة».

صعوبات وعقبات في طريق النجاح

وأمام خيبة الأمل التي لاحقت «مها»  بعد ما سمعت نتيجتها، حسبما روت لـ«»: «دخلت في اكتئاب نفسيًا لأن وقتها كانت النظرة ليا و لأي حد بيدخل أي دراسة غير ثانوي كانت نظرة دونية لأقصي درجة»، ومن وقتها قررت الانطلاق في مشوراها لتحقق الإنجازات واحد تلو الآخر.

إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن فبعد أن ظهرت نتيجة دبلومة تجارة، وجدت «مها» مجموعها لا يؤلها إلا لمعهد إدارة وسكرتارية، ولظروف خارجة عن إرادتها وضعها الحظ في موقف صعب فلم تقبل في المعهد إلا قبل امتحانتها  بأسبوع ما جعلها تمضى على إقرار مسئوليتها في حالة رسوبها إلا أنها تحدت نفسها وتمكنت من النجاح بتقدير جيد جداً.

شعلة من الأمل والنشاط افتعلتها «مها» بعد أن علمت بإصدار جامعة القاهرة لقرار ضم المعهد إلى ولايتها بعد أن كانت تابعة لجامعة حلوان، ما يؤهلها للتحويل إلى كلية تجارة لتحصل في النهاية على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة لتعمل بعدها موظفة بنك: «اللى حصلي كان كفيل انه يعلمني أن مفيش يأس وأني لازم اجري ورا حلمي مهما كانت الظروف».

وإيماناً بمقولة «من رحم المعاناة تولد الرحمة» ابتالها الله بمرض سرطان الثدي بعد زوجها، ليكون بمثابة الزلازال الذي تحطم عليه كل أحلامها، إلا أنها قررت تحويل هذا الكابوس إلى حلم جميل ففكرت في تأسيس جمعية سحر الحياة لدعم أبطال السرطان.

أحلام وأمنيات «مها» لطلاب ثانوية عامة

صممت «مها» سوار خاص بمرض سرطان الثدي بعد ما أطلقت مبادرة « ذراعي خط أحمر» للتوعية من مرض الليمفوديما: «أخدت بعدها براءة الاختراع من اكاديمية البحث العلمي»، بحسب قولها، هذا ما أهلها للحصول على الدكتوراه الفخرية من الولايات الأمريكية.

وإيمانًا منها بحلم طفولتها وحفظاً عليه، قررت أن تدرس الإعلام بشكل أكاديمي، حتى أنها حصلت على دبلومة في الصحافة وأخرى في التقديم الإذاعي والإلقاء من معهد الإذاعة والتليفزيون.

أمنيات عديدة تمنتها السيدة الأربعينية،  لطلاب الثانوية العامة هذا العام، في مقدمتها أن يأمنوا بأحلامهم مهما كانت صعبة عليهم، كما تأمل أن تستمر في تحقيق أحلامها: «مفيش حاجة اسمها يأس لازم نطلع المارد اللى بداخلنا».