| رحيل عبد الحميد آخر سقا بمصر.. 50 عاما في رحاب آل النبي

أكثر من 50 عاما قضاها عجوز ثمانيني بملابسه الخضراء المميزة، يجول شوارع وأحياء مصر حاملا على ظهره قربة تحوي ماء مخلوطا من «الحنفية» مع قليل من ماء الورد؛ لتنتهي رحلته مع مهنته التي انقرضت منذ سنوات، ويرحل في صمت؛ إنه عبدالحميد بكر، آخر سقا في مصر، عن عمر ناهز 80 عاما.

تفاصيل رحيل آخر سقا بمصر

وجاء رحيل آخر سقا بمصر، في مسقط رأسه بمركز منفلوط التابع لمحافظة أسيوط؛ ليكوي قلب أحبته حزنا على فراقه خاصة في اللحظات التي اقترنت بدفنه عصر اليوم، بحسب ما كشف ابنه «رجب»، خلال حديثه مع «»، مشيرا إلى أنهم حاليا يستقبلون عزاء يليق برحلته ويستمر لمدة أسبوع بمنزله البسيط. 

ورحيل آخر سقا بمصر، تصدر منصات التواصل الاجتماعي، إذ تذكر جمهور السوشيال ميديا رحلة عبدالحميد مع السقاية في شوارع المعز، وتواجده بأغلب موالد مصر؛ لممارسة مهنته التي ورثها عن أجداده منذ 50 عاما، وقضى تلك المدة في رحاب آل النبي.

من هو آخر سقا  في مصر؟

وبدأت حكاية عبدالحميد، آخر سقا في مصر مع قربة الماء، منذ سنوات طويلة إذ حملها عن والده بعد فترة من إصراره الشديد؛ إذ سبق وكشف في حديث سابق لـ«»: «قولت يا بابا عايز أشيل عنك القربة، رفض وقالي يا ولدي أنت لسه صغار، ومش هينفع تشيلها علشان متضيعش هيبتها، دي ورثنا عن جدودنا لكن كنت أنا مصمم».

ومنذ ذلك الوقت، استمرت القربة في أيدي عبد الحميد فكان يحتضنها حتى وقت نومه كأنها ابن من أبنائه الخمسة، فقال عنها: «رغم تعبي من اللف في الشوارع إلا أني مستحيل أتخلى عنها غير بموتي، ده أنا ببقى هموت لو خلصت وفيه واحد عطشان».