ملامح من زمن جميل، وابتسامة تكشف عن تجاعيد وجهه، ملأ الشيب رأسه وارتسمت علامات الرحمة على وجهه الذي بات مألوفا لمئات الأطفال من مرضى السرطان وأهاليهم القادمين معهم من شتى أنحاء مصر من الجنوب حتى الشمال، فتح ذراعيه للجميع، فتح لهم أبواب منزله وسخر سيارته لنقلهم دون أي مقابل مادي، يجدون فيه عائلتهم الثانية يخفف عنهم آلام المرض قدر استطاعته.
رحل عن عالمنا مساء أمس، المعلم صيام الشهير بـ«عم ظاظا» الجزار، واحدا من أشهر فاعلي الخير خاصة لمرضى السرطان، حيث بدأ مبادرته قبل عامين لدعم الأطفال مرضى السرطان المترديين على مستشفى 57357 بتخصيص سيارته لنقلهم بعد أن لاحظ معاناتهم وهم يستقلون «توك توك» من محطة مترو السيدة زينب للوصول إلى المستشفى قابل 10 جنيهات ذهابًا وإيابًا، ففكر في تخفيف العبء عن كاهل أهالى المرضى، وهداه تفكيره إلى تلك المبادرة الخيرية.
سيارة فان لنقل مرضى السرطان مجانا
اشترى عم ظاظا الجزار سيارة «فان» صغيرة وكتب عليها عبارة إنسانية لفتت أنظار المارة حينها، «مجانًا لمرضى مشتشفى سرطان الأطفال»، واعتاد الوقوف صباحا أمام محطة مترو السيدة زينب من السابعة صباحًا حتى السادسة من مساء كل يوم لنقل الأهالي من وإلى المستشفى.
فتح بيته مجانا لمرضى السرطان
إلى جانب نقله للمرضى وأسرهم مجانا، خصص الجزار الرحيم شقته لاستقبال الأهالي بها بعد أن لاحظ أنهم يضطرون للبيات أحيانًا ويستأجرون غرف بمبالغ باهضة، وعلق لافتة على الشقة التي تضم عدد من الأسرة، يعلن فيها استعداده لاستقبال الأسر مجانًا، مؤكدا رفضه قبول أي تبرعات مادية.
وهب «عم ظاظا» دار الضيافة صدقة جارية لوالدته وحماته، وأكد أنه يستقبل الأم وطفلها المريض المدة التي سوف تقضيها بالقاهرة حتى تنتهى متابعة الطفل والجرعة المطلوبة له بالمستشفى.