في إحدى الزوايا بشارع المتحف في حي الدقي، يقف «صبري»، ابن الـ 57 عامًا، بجوار عدته البسيطة التي تمثلت في سخان بالغاز للمياه وبعض الكوبايات الزجاجية يُقدم فيها المشروبات الدافئة كالشاي والقهوة لزبائنه من الباعة المتجولين والسائقين، مُحاولًا بين الحين والآخر أن يقترب من لهيب النار طلبًا للدفء، ليحمي نفسه من شدة الهواء والأمطار المُتساقطة عليه.
صبري عبدالمجيد، من أبناء مصر القديمة، يعمل في نصبة شاي بإحدى زوايا شارع المتحف بحي الدقي محافظة الجيزة، يُقدم من خلالها المشروبات الساخنة لزبائنة والتي تأتي إليهم ألذَّ من الشهد في هذا البرد القارس، وهي المهنة التي يعمل بها منذ نحو 14 عامًا، بعد أن ترك عمله كحلواني، كما روى لـ«».
«صبري» يعجز عن حماية نفسه من الأمطار
معاناة شديدة يتكبدها الرجل الخمسيني وهو يقف في الشارع في انتظار رزقه من الله على أيدي زبائنه، ورغم ذلك لم يتمكن من وضع أي شيء من فوقه يحميه من هطول الأمطار مما جعله عُرضة لها بلا مُعين: «مقدرش أحط شمسية علشان الحي»، بحسب «صبري»، الذي أضاف أنه يأتي إلى عمله من الساعة الرابعة والنصف فجرًا وحتى السادسة بعد المغرب.
«صبري»: طول ما بتقول يارب ربنا هيرزقك
يحكي «صبري» أنه لديه 3 بنات وتمكَّن من زواجهن، بالإضافة إلى ولدين وهما «محمد»، طالب بالصف الأول الثانوي، و«أحمد» بالصف الخامس الابتدائي، وهو ما يجعله يحتاج للخروج من منزله يوميًا طلبًا للرزق كي يتمكن من إعالتهم: «الدنيا غرقانة آه، بس طول مانت نازل من بيتك بتقول يارب، ربنا هيرزقك».