| «رسل» حولت جسدها لساحة حرب مع السرطان.. هزمته فترك علامات على وجهها

في عام 2017، انقلبت حياتها رأسًا على عقِب، بعد أن أُصيب بمرض السرطان «لوكيميا الدم»، حينها، تحولت الدنيا في عينيها إلى اللون الأسود، وبدأت رحلة العلاج بأقدام ثقيلة، تخاف تارة، وتتشجع أخرى، ورغم محاربتها للسرطان وتغلبها عليه بعد 3 سنوات من تشخيص إصابتها، إلا أنها واجهت مرحلة أخرى من المعاناة، حولت حياتها إلى قصة ملهمة تُروى للأجيال.

تخرجت العراقية رُسل علي، في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بجامعة بغداد، تغلبت على مرض السرطان عام 2020، كانت رحلتها صعبة وواجهت كثير من التحديات، لكن عزيمتها كانت أقوى من قوة المرض، انقسمت رحلة علاجها إلى مرحلتين، الأولى بالحصول على جرعات كيماوية لمدة 6 أشهر، ثم إجراء عملية زرع نخاع، تروي لـ«»: «عملت عملية زرع نخاع بعد ما سويت مطابقة مع أختي، وبعد العملية بدأت مرحلة جديدة، وهي الانتكاسة، جسدي رفض النخاع، الجرعات الكيماوية كانت صعبة، لكن قصة زرع النخاع كانت أصعب بكثير».

46 جرعة دواء في اليوم

كانت تتناول «رُسل» ما يصل إلى 46 حباية في اليوم، ونوع واحد من العلاج كانت تتناول منه 15 جرعة في اليوم، وزاد وزنها بشكل كبير بسببه، لكنها استطاعت التغلب على السرطان بعزيمتها وإصرارها وإيمانها: «تغلبت على السرطان من خلال إيماني برب العالمين، ده كان اختبار وامتحان لي، المرض خلاني أحس بالناس أكثر، إنسانيتي تمرنت، أصبح عندي إنسانية أكثر من قبل، وكنت حاطة هدف قدامي، هدفي الانتصار على السرطان وليس أنه ينتصر عليا، لو أي مريض خلى هدفه الانتصار هينتصر».

السرطان يموت والجسد يعاند

أجرت «رُسل» عملية زرع نخاع عام 2020، وتغلبت على السرطان، لكن حياتها دخلت في معاناة أخرى، بعد أن رفض جلدها وكبدها نخاع شقيقتها، وأعلن تمرده، فتأثرت وظائف الكبد ولم تعد مستقرة، ثم ظهرت بعض التشوهات والعلامات على وجهها، ستعيش بها باقي سنوات حياتها: «حصلت على العلاج واتحسن وضع الكبد، بس بعد كده أصبح في تقرحات بالقرنية، فطريات طلعت بعيني، 3 شهور كاملة ما كنت أشوف الحياه بشكل واضح، ومع الوقت تحسن الوضع، وحاليًا أعاني من جفاف بالعين من وقت للتاني، بسبب أيضًا عملية زرع النخاع».

السخرية والتنمر من تشوهات وجه «رُسل»

تعرضت الفتاة العراقية، للسخرية في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لم تعط لها بالًا، ركزت على هدفها ورسالتها التي تسعى من أجلها، وهي تغيير نظرة المجتمع للشخص الذي يعاني من إعاقة أو تشوهات مختلفة في جسده، ومساعدته على مواجهة الناس والمجتمع، تحكي: «كل الناس اللي تعرضوا لأمراض وحوادث وتشوهات، ما بيظهروا للعامة، أنا حبيت أغير ده، فأنا في كل تجمع وكل مهرجان موجودة، هدفي إننا نقول إحنا ناس عندنا حياة ودراسة ومستقبل وعندي قلب وعقل وشعور».

مواجهتها للتنمر، والظهور أمام الجميع، سواء في الشارع أو المناسبات أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دفع عديد ممن يعانون من نفس مشكلتها، واتخذوا من منازلهم ملجأً لهم، إلى المواجهة والخروج: «بسبب نظرة المجتمع والتنمر، في ناس تصل لترك الدراسة والانتحار، وبسببي فيه ناس كلمتني، وقالت لي إني عملت لهم طاقة إيجابية، ورجعوا الدراسة وواجهوا المجتمع».

أنظر في المرايا وأقول «أنا قوية برافو»

تغلبت «رُسل» على مرضها ومشكلاتها بعيون والدها ووالدتها، ومن يتقبلونها كما هي، تقف في المرآة، فتنظر إلى وجهها وتعود بالذاكرة إلى سنوات معاناتها، ثم تعود إلى التاريخ الحالي، وتتذكر ما تحملته، وما وصلت إليه، ومن ساعدته في حياتها، وكيف تحولت إلى نموذج عربي ملهم: «بقف قدام المرايا وأقول أنا قوية برافو رُسل، بحمد ربنا وأقول شكرًا على الطاقة، والله أي كلمة أو أي شيء سلبي ما يأثر ولا يهز شعرة مني، أنا الأيام الصعبة قوتني، وأوجاعي قوتني».