أنتج تلسكوب معدل في ولاية أريزونا خريطة مؤقتة تعتبر أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون على الإطلاق، من خلال أداة التحليل الطيفي للطاقة المظلمة(DESI)، وهي عبارة عن تعاون بين مختبر لورانس بيركلي ي في كاليفورنيا وعلماء من جميع أنحاء العالم، بين عامي 2015 و2019، وتلسكوب «مايال» في مرصد «كيت بيك» ي في صحراء «سونوران».
الغرض من أداة التحليل الطيفي للطاقة المظلمة هو إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد أكبر للكون، لتحقيق فهم أفضل لفيزياء الطاقة المظلمة، والقوة الغامضة التي تسرع توسع الكون، وقال جوليان جاي الفيزيائي في مختبر «بيركلي» والذي يعمل في المشروع: نأمل أن تساعدنا لفهم تأثيرات الطاقة المظلمة في تحديد المصير النهائي للكون»، بحسب موقع «لايف ساينس».
كيف نجح العلماء في رسم أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون؟
استخدم فريق «DESI» خريطة عملاقة ثنائية الأبعاد للكون صدرت في يناير 2021 لإعداد الأداة للمسح ثلاثي الأبعاد، وتحدد الخريطة ثلاثية الأبعاد الجديدة بدقة مواقع أكثر من 7.5 مليون مجرة، متجاوزة إلى حد كبير الرقم القياسي السابق البالغ 930 ألف مجرة الذي حدده مسح سلون الرقمي للسماء في عام 2008، إذ تجمع DESI صورًا طيفية لملايين المجرات المنتشرة في حوالي ثلث السماء.
يتوسع الكون منذ أن بدأ مع الانفجار العظيم منذ نحو 13.8 مليار سنة، وهو الآن أكبر بكثير بما يقدر على الأقل بـ92 مليار سنة ضوئية، من أبعد المسافات التي يمكننا رؤيتها.
ويأمل العلماء في مشروع DESI أن تكشف خريطتهم ثلاثية الأبعاد للكون عن عمق السماء وتساعدهم في رسم مجموعات مجرات عملاقة، ويأمل الباحثون في استخدام البيانات لتحديد تاريخ توسع الكون ومصيره النهائي.
ما هي الطاقة المظلمة؟
اعتاد العلماء الاعتقاد بأن الكون يتوسع بمعدل ثابت، أو أن المادة والطاقة في الكون قد يتسببان في النهاية في إبطاء هذا التوسع، لكن رصد انفجارات نجمية قوية تسمى المستعرات الأعظمية بدأت في أواخر القرن الماضي أظهرت أن التوسع يتسارع في الواقع، لذلك ابتكر العلماء عبارة «الطاقة المظلمة» لحساب هذه الظاهرة غير المتوقعة.
تشير الحسابات الآن إلى أن الطاقة المظلمة تشكل نحو 70% من إجمالي الطاقة في الكون المرئي، يتم التعرف الآن على تأثيرات الطاقة المظلمة على أنها «الثابت الكوني» الذي أدرجه ألبرت أينشتاين في نظريته عن النسبية العامة