من النجارة إلى فن الأرابيسك، اتجه رضا سلمان، 40 عاما، للاستفادة من مجاله في إضفاء لمسة من الجمال على المساجد، أراد أن يعبر عن حبه لبيوت الله بعمل تصميمات الأرابيسك على جدران المساجد بجودة عالية وتكلفة أقل، وبلغ عددها 16 مسجدا.
يحكي «رضا» عن بداياته في فن الأرابيسك، إذ كان يعمل نجارا لسنوات عديدة، حتى عام 2003 بدأ يتجه إلى العمل بالأرابيسك بجانب مهنته الأساسية، إذ بدأ قبل ظهور الماكينات المخصصة للخشب، لذلك كان يفعل كل شئ بيديه، ولم يجد مشقة في ذلك: «أنا مكملتش تعليمي، طلعت من رابعة ابتدائي، ومع ذلك فضلت اشتغل في الأرابيسك، لأنه شغل طراز عربي فني».
انطلاقة «رضا» بالأرابيسك من المساجد
كانت انطلاقة «رضا» بالأرابيسك من المساجد، فهو محب للقرآن الكريم، فحرص على تزيين الجوامع بجودة أعلى وتكلفة أقل، ويبلغ عدد المساجد التي أضاف لها «رضا» فن الأرابيسك من عام 2003 إلى الآن 16 مسجدا، بحسب كلام «رضا»: «شغل الأرابيسك في الجامع، ممكن يتكلف 20 ألف جنيه، أنا ممكن أعمله بـ5 آلاف جنيه، ويكون مغطي ثمن الخشب والخامات، وممكن يطلع لي من الجامع مبلغ بسيط، الناس اللي في القرية، بتجمع الفلوس من بعضها، وأنا أظبط الباقي، وأشترى كل حاجة، وعندي ورشة، وشغال معايا 4 صنايعية».
الأرابيسك فن صعب ويحتاج إلى الدقة
يعيش «رضا» في قرية شبرابابل بمحافظة الغربية، ويتكفل بأسرته المكونة من زوجته وأبنائه الأربعة، فلديه ثلاثة بمختلف المراحل التعليمية، وابن يعاني من ضمور المخ، ونصحه الكثيرون بالابتعاد عن الأرابيسك، لأنه فن صعب ويحتاج إلى الدقة في نقل تصميمات العصور الإسلامية، كما أنه يتكلف أموالاً باهظة، ونصحوه بالعمل في مجال يحقق له ربح أكثر، إلا أنه رفض، فحبه للأرابيسك جعله يرغب في الاستمرار فيه، فقد تعلم عنه الكثير إلى درجة الاحتراف، بحسب كلام «رضا».