| «رضا» تعيد إحياء الأواني الفخار في شبرا الخيمة.. «القلة» أكتر مبيعاتها

بملامح مصرية أصيلة يحمل وجهها آثار تعب السنين، من ينظر إلى يديها يجد أن عليها بواقي تراب ممزوجة بالفخار، فالعمل مبدأ تربت عليه «أم محمد»، السيدة الخمسينية التي تمتهن الفخار بمساعدة زوجها، تحاول من خلال وظيفتها إحياء المهنة المصرية الأصيلة التي تكاد تندثر من المجتمع بمفهومها القديم، وإعادة التراث المصري إلى مكانته المعهودة.

تروي «رضا عبدالحي» الشهيرة بـ«أم محمد» لـ«»، أنها تعلمت العمل منذ الصغر للمساعدة في الإنفاق على أسرتها، واعتادت العمل كبائعة سمك، ثم تخلت عنها في عام 2011، لتقرر الاتجاه إلى الفخار، وتعيد إحيائه بأشكال الأنتيكات والتحف ذات النقوش الفرعونية: «ابتديت مهنة الفخار من 20 سنة، وبمساعدة زوجي بقينا نلف على المصانع في محافظات مصر كلها زي الإسكندرية، وأجيب طلبيات كبيرة بس بطلب وبختار أنتيكات من الفخار وعليها أشكال فرعونية، لأن تراث البلد وهويتها أهم حاجة عندي».

«أم محمد» أعادت إحياء الفخار 

لدى السيدة الخمسينية 6 أبناء، ساعد الفخار في تربيتهم: «أنا بشتغل في كل أنواع الفخار بس بختار الخامات نمرة واحد علشان فيه ناس بتاخدها كهدايا للترويج لسياحة مصر بسبب الأشكال الفرعونية اللي عليها، أنا ببيع جميع أشكال الفخار من الطواجن، القلل، الأنتيكات، تحف إضاءة، صواني، وفيه مطاعم ومحلات حلويات مشهورة بتيجي تاخد مني لأنهم واثقين في الجودة، المهنة دي بتاعة جدودنا ولازم نحافظ عليها ونطورها ويكون في اختلاف في الشكل والنوعية».

تستخدم أقدم بائعة فخار في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، في بعض الأحيان بودرة الجرانيت لطلي بعض أواني الفخار، إذ يساعد الطين في الحفاظ على النكهة الطبيعية للأكل، بالإضافة إلى كونه صحي ونظيف وآمن في استخدامه، كما يساعد في تنقية المياه: «القلة هي أشهر منتجات الفخار لأنها بتعيد إحياء المياه، والتحف بتتباع بالطلب لأن في ناس ليها أذواق معينة، والأسعار بتبدأ من 2 جنيه لغاية 300».

الفخار أصبح مطلوبًا في سوق تجهيز العرائس 

وأصبح الفخار مطلوبًا في سوق تجهيز العرائس نظرا لعدم وجود أضرار ناتجة عن استخدامه، مما أدى إلى انتعاشه في الفترة الأخيرة، وأعطى «أم محمد» فرصة للترويج لفخر الصناعة المصرية الأصيلة: «الفخار داخل في كل حاجة في حياتنا وكمان في المباني ساعات بيستخدموا القراميد زي تاندات للحماية من الشمس في الصيف، وده بيدي برودة للمنازل لأن الطين معروف أنه بيبرد الجو، أنا بقالي 50 سنة في شبرا الخيمة وبحب مهنتي لأنها بتديني الفرصة أشجع لبلدي، فيه بازارات برضه بياخدوا أنتيكات الفخار علشان السياح بيحبوها».