واحد من نجوم شوارع القاهرة، بالتحديد في منطقة المعادي، بطل قصة البحث عن رزقه هو ووالدته التي تقبل على الثمانين من عمرها، لا يزال يبتسم ويأمل في الأيام المقبلة، يقطع مسافة تمتد لعشرات الكيلو مترات يوميًا، في وسائل المواصلات، ويقطع مسافة ليست بالقليلة على كرسي متحرك، تعاونه كفيه في تحريك ذلك الكرسي، ليصل لمحل عمله وجلب الرزق.
«رضا» يتحدى الإعاقة
رضا الزناتي، أربعيني مصاب بمرض «شلل الأطفال» منذ ولادته، مقيم بإحدى القرى التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية، وعلى الرغم من معاناته مع الأمراض فهو لم يصب بالشلل منفردًا، بل احتلت الأمراض جسده، بعد إصابته بمرض تشققات بالمعدة والتهاب رئوي، تلك الأمراض التي تحتاج إلى مصاريف علاج باهظة، بجانب مسؤوليته عن والدته التي أقبلت على الثمانين، وتحتاج إلى علاج شهري بقيمة 2000 جنيه شهريًا، ولم يكن لها عائل سواه بعدما أجبرت الظروف المعيشية أشقاءه على الانشغال عنهم، بحسب حديثه مع «».
سعي من أجل الرزق
بدأ «رضا» في البحث عن فرصة عمل تأهله لمساعدة والدته وتلبية احتياجاتها، إلا أنه لم يتمكن بسبب إعاقته، واستمر في رحلة البحث حتى أرشده أحد معارفه إلى العمل «بجراج» سيارات بمنطقة المعادي، في بداية الأمر بدأ الأربعيني التفكير في كيفية التنقل بين هذه المسافة، وهو ما زال عاجزا عن الحركة، ولكن احتياجه للعلاج هو ووالدته كان الدافع القوي الذى أجبره على تحدي الإعاقة، والخروج من المنوفية للقاهرة، من أجل الجنيهات الضئيلة على حد وصفه.
ويواجه «رضا» العديد من المشكلات، أثناء انتقاله من مسقط رأسه إلى محل عمله، أهمها صعوبة الحركة، إذ يقطع العشرات من الكيلو مترات، ويبذل مجهودا كبيرا في التنقل على الكرسي المتحرك، فهو يحتاج إلى أشخاص يعاونونه في الصعود إلى السيارة، وأشخاص آخرين لكي يتمكن من النزول، ويتكرر نفش المشهد مرة ثانية خلال صعوده القطار، الأمر الذي يشعره بالحرج المستمر، متمنيًا توفير سيارة أو دراجة نارية، تعاونه في الانتقال، ومسكن يستطيع الزواج فيه.