| «رضوان» من صاحب محل إلى بائع متجول في الشوارع: 45 سنة واقف على رجلي

بعد صلاة العشاء، يخرج رضوان محمود، حاملا حقيبته على كتفه، بها بعض المنتجات التي يبيعها، وبيده نماذج منها، ليعرضها على الزبائن في الشوارع، وينتهي عمله بعد منتصف الليل بدقائق معدودة، بسبب عدم قدرة صاحب الـ54 عامًا، على الوقوف وقتًا طويلاً، بسبب مرض قدميه، بعد أن مر بالعديد من المشكلات جعتله يتحول من صاحب محل بمدينة شرم الشيخ، إلى بائع «توك» بشوارع القاهرة.

يروي «رضوان» لـ«»، قصة تحوله من صاحب محل إلى بائع «توك» في الشارع، موضحا أنه عندما كان عمره 22 عامًا، قرر أن يعيش لوالدته وإخوته البنات، بعد انفصال والديه، وخرج للعمل بالمهن المخلتفة كبائع في محلات منطقة خان الخليلي بمحافظة القاهرة، مضيفًا: «شغلي دايما كان في المنتجات السياحية، وقررت أعيش لأمي وأخواتي البنات، والحمدلله قدرت أجوزهم، وبعد كده اتجوزت أنا، وكنت بشتغل عدد ساعات كبير، وده أثر على رجلي».

فشل مشروع «رضوان»

عندما وصل «رضوان» لـ43 عاما، وجد السنوات قد جرت عليه دون أن يفعل شيئًا لنفسه ولأولاده الثلاث، فقرر أن يدخل جميع الأموال التي يملكها في مشروع  للمنتجات السياحية بشرم الشيخ، لكن انتهى الأمر بخسارة أمواله، ليعود مرة أخرى لمحلات خان الخليلي: «رجعت تاني أشتغل وأقف على رجلي 12 ساعة في اليوم، وده عملي مشاكل صحية لأني لما حسبت السنين اللي اشتغلتها، لقيتني وقفت عليها 45 سنة، وكمان عندي مشاكل في الأذن الشمال ومابسمعش منها، ولولا إني ركبت سماعة في الأذن اليمين، مكنتش هقدر أسمع، وده سببلي مشاكل في التعامل مع الزباين»

رضوان: بخاف من برد الشتاء

منذ 3 سنوات ونصف، قرر «رضوان» ترك العمل بالمحلات، والتجارة في «التوك» ليلا فقط، لأنه لا يقدر على العمل نهارًا بسبب أشعة الشمس، لكن المشكلة الكبرى كانت في ليالي الشتاء الباردة، التي يصفها قائلا: «بخاف جدًا من الشتاء بسبب البرد، لأني مضطر أشتغل بالليل فقط، عندي مشاكل صحية كتير، لكن واثق إن ربنا هيغيرلي حالي، وعندي يقين إن ربنا هيستجيبلي، بس نفسي أعمل حاجة لأولادي، نفسي أجيبلهم شقة لأني لحد دلوقتي عايش بالإيجار، ونفسي في كشك أصرف عليهم منه، لأن رجلي بتتعبني من المشي الكتير».