| رغم غياب والدتها عن المنزل.. «جولي» الأولى على القاهرة في الشهادة الإعدادية

قدر كبير من تحمل المسؤولية والإصرار على النجاح والتفوق تميزت بهما الطالبة جولي هاني، ابنة حي شبرا مصر بمحافظة القاهرة، مكناها من تحصيل الدرجات النهائية في الشهادة الإعدادية وبالتالي حصد المركز الأول على المحافظة، وبرغم اعتيادها الحصول على هذا المركز في سنواتها الدراسية السابقة، إلا أن هذا العام كان مختلفًا لغياب والدتها عن المنزل لظروف عملها، ما اضطر الابنة أن تتحمل مسؤولية نفسها بل وشقيقها الأصغر، وتُحقق في النهاية تفوقًا تجاوز التوقعات.

سفر الأم لظروف عملها

«لما اضطريت أسافر أُحبطت جدًا وفقدت الأمل أن بنتي تطلع الأولى زي كل سنة».. قالتها الأم ليلى فوزي، دكتورة بيطرية، موضحة أنها في منتصف شهر نوفمبر العام الماضي اضطرتها ظروف عملها للسفر خارج مصر، وظلت هناك قرابة الشهر ونصف، وهي فترة من المهم والضروري بالنسبة لها قضاءها في المنزل رفقة ابنيها «كاراس» 3 ابتدائي، و«جولي» 3 إعدادي، لتساعدهما في مذاكرة دروسهما أثناء الاستعداد لـ امتحانات نصف العام، لا سيما «جولي» حتى تحصل على المركز الأول كما اعتادت.

وبرغم ثقة الأم في قدرات ابنتها وذكائها وحرصها الشديد على التفوق، إلا أن غيابها عن المنزل أوصلها لدرجة كبيرة من الخوف والإحباط استسلمت معهما لفكرة عدم حصول ابنتها على المركز الأول كما اعتادت، لذا راحت بدورها تطمئن ابنتها وتهدأ من روعها بإخبارها بأنه لا داعي للخوف والقلق والاستسلام للضغوط وأنهم متقبلون النتيجة التي ستحصل عليها أيًا كانت: «جولي شاطرة ومجتهدة جدًا، بس أي بنت في الفترة دي بتكون محتاجة لماما جدًا».

حصول الابنة على المركز الأول

بعد سفر الأم، قضت الابنة «جولي» عدة أيام في خوف وقلق وأحيانًا بكاء، إلا أنها وبالاعتماد على الصلاة ودعم والدها، بدأت تستعيد قدرتها على مذاكرة دروسها بجدٍ وتركيز، بل وراحت أيضًا تساعد شقيقها الأصغر «كاراس» في مذاكرة دروسه، ليمر الوقت وتنتهي فترة الامتحانات وتأتي النتيجة في النهاية تخبرهم بحصولها على الدرجة النهائية والمركز الأول: «أول ما سمعت قلبي اتخطف من الفرحة ونزلت سجدت على الأرض، وزعلت إني شكيت في حنية ربنا ومساعدته لينا».

ومن جهتها، تحدثت «جولي»، ابنة الـ14 عامًا، عن فترة استعدادها لامتحانات نصف العام الدراسي، موضحة أنها رغم خوفها بسبب غياب والدتها، إلا أنها كانت واثقة في مجهودها وفي رحمة الله وكرمه الذي لن يسمح لتعبها بأن يضيع هباءً: «كنت واثقة في ربنا وكنت بتعب في المذاكرة.. فـ ليه لأ؟!»، مشيدة بدور والدها خلال هذه الفترة، وحرصه على إتمام المهام المنزلية حتى تتفرغ هي وشقيقها للمذاكرة والدروس فقط.

«جولي»: نفسي أدخل طب علاج طبيعي

«ربنا كرمني في الترم التاني وجبت الدرجة النهائية برضو وطلعت الأولى»، بحسب «جولي»، وأنها ترغب في الالتحاق بكلية الطب والتخصص في العلاج الطبيعي، لا سيما بعدما تلامست مع أهمية هذا النوع من العلاج وفائدته بل وضروريته الكبيرة في تحسين الصحة العامة، من خلال حادثة قديمة تعرضت لها والدتها: «ماما حكتلي أنها قبل ما تتجوز بابا تعرضت لحادثة، وقعدت فترة على كرسي متحرك، وصحتها الحمد لله تحسنت جدًا وبقت كويسة من خلال جلسات العلاج الطبيعي».