مشاعر مختلطة تشعر بها عند دخولك منطقة العتبة، تجد رائحة الكتب القديمة المعبثرة في كل أرجاء محلات «سور الأزبكية» تجذبك إليها، يجلس البائعون في محلاتهم الصغيرة، ينظمون الكتب بشغف رغم أعمارهم التي تعدت سن الشباب إلا أنهم يحبون القراءة وتبادلهم هي نفس الشعور، وفي هذه الأيام ينظم أصحاب المكتبات «مهرجان سور الأزبكية» للسنة الخامسة والذي بدأ يوم الأربع ويستمر لمدة 15 يوما، مقدماً لقرائه تخفيضات كبيرة على جميع الكتب.
«بـ5 جنيه يا بلاش» شعار رفعه أصحاب مكتبات سور الأزبكية في المهرجان لجمهوره على جميع الكتب والروايات، وفي يومه الثالث جلس «الحاج حسين» على باب محله الصغير يراقب الزبائن ويقص عليهم حكاية كل كتب: «ده بالنسبة لينا بقى موسم زي معرض الكتاب».
مهرجان سور الأزبكية ينافس معرض الكتاب
«مهرجان ومعرض سور الأزبكية» محاولات لجأ إليها أصحاب المكتبات للحفاظ على السور من الاندثار لتشجيع الشباب على القراءة بأقل الأسعار، وليكون هذا المهرجان موزاي لمعرض الكتاب بالتجمع الخامس ولكنه سيقام في العتبة، حسبما روى حسين السيد صاحب الـ60 عاماً، لـ«»: «بنبيع كل أنواع الكتب بأقل سعر متاح من 5 جنيه لـ30 جنيه».
سور الأزبكية يستهدف أولياء الأمور بالكتب التعليمية
لم يغفل أصحاب المكتبات في سور الأزبكية عن الموسم الدراسي واقترابه من الأبواب، فقد خصصت بعض المكتبات قسم خاص للكتب الدراسية الخارجية بأسعار زهيدة، ليكون طريق الأمل أمام أولياء الأمور: «بنبيع الكتب التعليمية المستعملة بسعر لا يتجاوز 30 جنيه للكتاب، عكس الكتب في المكتبات العادية اللى بتتعدى 70 جنيه»، قالها هشام خليفة، صاحب مكتبة منذ 5 سنوات بسور الأزبكية، في حديثه لـ«».
إقبال كبير من الجماهير على الكتب في سور الأزبكية، يستيقظ طلاب الجامعات في الصباح الباكر حاملين الحقائب على ظهورهم يضعون فيها حصادهم اليومي من الكتب وهم يتجاولون في ممار الكتب بشغف كبير، وفقاً لما قالته أمينة نادر، طالبة الصيدلة لـ«»: «بستناه كل سنة، مشكلته الوحيدة في ضيق المكان والزحمة».
وتكمل الحديث السيدة الثلاثينية ندى محمد والدة طفلين في المرحلة الابتدائية، عن أهمية مهرجان سور الأزبكية وتوقيته الذي يتناسب مع بدء الموسم الدارسي، موضحة أنها تعودت على شراء الكتب الخارجية المستعملة من المهرجان لمدة عامين على التوالي حتى يستعد أولادها للمذاكرة قبل بدء المدارس.