لا أحد في منطقة بولاق الدكرور يجهل تلك السيدة التي قررت العمل كسائقة تاكسي لتعول أسرتها بعد وفاة زوجها، فمنذ سنوات خرجت روح عبدالمنعم، لسوق العمل متحملة كل تبعات القرار من احتمالية تعرضها لمضايقات في الشارع.
وفاة الزوج واضطرار الزوجة للعمل
«روح»، 47 سنة، تعيش في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، تحكي لـ«»، قصة اضطرارها للعمل في مهنة سائق بعد وفاة زوجها قبل 13 عامًا، لتعول أسرتها: «جوزي كان أرزقي على باب الله وملهوش معاش، عندي 4 أبناء منهم 3 اتجوزوا وابني الأخير في كلية هندسة آخر سنة».
صعوبات تواجهها «روح» أثناء عملها
وتوضح «روح»، أنها واجهت عدة صعوبات بعد قرارها العمل كسائق تاكسي، من بينها خوف أبنائها عليها، إلا أنها أصرت على العمل: «أعمل ايه؟.. كان لازم أتحدى أي ظرف وأشتغل، تعلمت قيادة السيارات في جراج والحمد لله ربنا أكرمني بواحد صاحب تاكسي عرض عليا أني أستأجر التاكسي بتاعه وأنا وافقت»، وفقا لـ«روح»، مؤكدة أنها تدفع 150 جنيها يوميًا إيجار لصاحب التاكسي، على أن تتحمل أيضًا تكلفة الزيت والبنزين، ويتحمل صاحب التاكسي الصيانة.
تخرج «روح»، يوميًا من الساعة الـ 6 صباحًا، تتنقل بين الشوارع بحثًا عن رزقها، متجاهلة التصرفات السلبية من قبل بعض السائقين أو الركاب: «جهزت نفسي للتصرفات وردود الفعل دي كلها، علشان كده بتجاهلها ومبتضايقش منها، وبرضه في ناس كويسة كتير بيفرحوني بكلامهم ويشجعوني ويدعو لي»، مشيرة إلى أنها تعود إلى منزلها في الخامسة أو السادسة مساءً.
أصغر أبناء «روح»، طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، دائمًا ما يساعد والدته ويتولى العمل بدلًا منها على التاكسي أيام إجازته.
التزامات مادية كل شهر
آلامٌ كثيرة تتكبدها «روح»، أثناء عملها، أشدها آلام الظهر، فبعد انتهاء عملها على التاكسي تعود إلى المنزل لتقوم بواجباتها كربة منزل وأم: «لازم أتحمل، أنا بدفع شهريًا 200 جنيه إيجار للشقة، و200 جنيه إيجار للجراج اللي بركن فيه التاكسي، وكمان فواتير المياه والكهرباء والغاز، بالإضافة كمان لمصاريف البيت الأخرى».
تتمنى «روح»، الحصول على معاش تستعين به على ظروف الحياة ومشاقها: «قدمت على معاش تكافل وكرامة بس مجاليش، نفسي آخد معاش».