| «زاد الحبايب».. ملتقى السودانيين في عابدين: حفلات غنائية وقهوة بدون وش

حالة من الألفة والحب تجمع أبناء السودان مساء كل يوم في مقهى «زاد الحبايب» في حي عابدين بالقاهرة، إذ يتجمعون ليضيفوا إلى سهرتهم النكهة والطعم السوداني وهم يتغنوا بالأغاني السودانية المُحببة إلى قلوبهم مُشكلين أجواءً خاصة من السعادة والمرح.

  

مشروبات يقدمها المقهى 

تحكي نجوى إبراهيم، 35 سنة، صاحبة مقهى «زاد الحبايب»، في حديث لـ«»، أنها أتت إلى مصر منذ 3 سنوات مع أبنائها، وأن الهدف من المقهى هو تجمع أبناء الشعب السوداني ليسهُل التواصل فيما بينهم وتبادُل مشاعر الحب والود: «أغلب الزباين اللي بتيجي سودانيين ونوبيين، في مصريين بيجوا بس قليلين خالص لأن المصريين بيشربوا القهوة بطريقة غير بتاعتنا، إحنا بنغلي القهوة فبتكون ملهاش وِش، وكمان بنحط توابل على الشاي وبعدها بنصفيه.. بنعمل كل المشاريب المصرية بس على الطريقة السوداني»، وأن المقهى يُقدم بعض المشاريب السودانية مثل «الحرجل» وهو نوعٌ من الأعشاب يُحضروه معهم من السودان، وأيضًا بعض الأكلات السودانية مثل: (العَصيدة والقُرَّاصة والكِسرة) وجميعها من المعجنات.

حفلات الغناء بالمقهى 

ينظم المقهى حفلات ثابتة مساء الخميس من كل أسبوع، كما أنه كثيرًا ما يتجمع أبناء السودان كل يوم مساءً ويتبادلون الغناء: «الحفلات بتكون من غير سماعات، هما الناس بيتجمعوا مع بعض يطلبوا أكل ومشاريب ويفضلوا يغنوا وبنفرح كلنا»، بحسب «نجوى»، وأنها لم تجد صعوبة في التأقلم مع المجتمع المصري «أصحاب الجدعنة والطيبة».

حب مطربي السودان لأم كلثوم وشيرين عبد الوهاب 

أغاني كثيرة يُقدمها مُطربو السودان على روَّاد المقهى الذين ياتون جميعًا للاستمتاع، ولقضاء سهرات تحمل الطابع السوداني، مما يجعلهم يشعرون بالسعادة والفرح: «أنا عايش في مصر بقالي 19 سنة، بحب مصر جدًا، مصر كلها حلوة وهي أم الدنيا.. النهاردة غنيت أغنية سودانية شعبية اسمها “فريع البان” وأغنية تاني اسمها “كل اللي بينا بقى حكاية” دي لشقيقي المطرب الراحل صلاح محمد عيسى.. بنيجي نغني ونتبسط مع بعض وبحاول أفك عن الناس شوية وأفرحهم»، هكذا قال المطرب السوداني فتحي محمد، أحد المشاركين في الحفل، في حديثه لـ«»، وأنه عاشق لكوكب الشرق (أم كلثوم) وللفنانة شيرين عبد الوهاب ويرى أنه ما زال لديها الكثير من القدرات لم يتم اكتشافها بعد.

عدة مطربين شاركوا في الحفل السوداني، من بينهم عمار إبراهيم الشهير بـ«عمار الراشدين»، الذي قدم أغنية «مصابك سميرك» للمطرب السوداني محمود تاور، كما لديه الكثير من الأغاني الخاصة به منها «بقعة أم درمان»: «بتردد على المقهى كل فترة أنا وأصحابي الفنانين وبنكون لَّمة حلوة.. كل المصريين اللي قابلتهم جدعان وولاد حلال وطيبين»، وفقا لـ«عمار»، وأنه أتى إلى مصر منذ 14 عاما، وأن أم كلثوم وشيرين عبدالوهاب وهاني شاكر هم أكثر الفنانين المصريين حبًا إليه.

أغنية باللهجة المصرية 

«أنا مطرب في السودان ومطرب في مصر، الأغنية اللي قدمتها اسمها “بُعدك يا غالي” للمطرب الراحل زيدان إبراهيم، وعندي الأغاني الخاصة بيا مثل ” راجعلي” وعندي أغنية باللهجة المصرية اسمها “لما ترجع بالسلامة”.. باجي هنا مرة أو مرتين في الأسبوع.. جو الحفلة جميل جدًا بيجَّمع السودانيين مع بعض»، هكذا قال المطرب السوداني صلاح إبراهيم، وأنه أتى إلى مصر منذ نحو 34 عاما، كما تأقلم في المجتمع المصري بسهولة شديدة وله الكثير من الأصدقاء المصريين.

الشعور بالألفة في مصر

يختتم الحديث المطرب السوداني أمين مصطفى، وهو يعيش في السودان وقد جاء إلى مصر لقضاء إجازته: «النهاردة أديت أغنية للأستاذ الفنان زكي عبد الكريم، له كل التقدير، اسمها “أسأل نفسك”، وليا الأغاني الخاصة بيا مثل أغنية “ما بتوب من حبك”.. لمتنا في الحفلة بتكون جميلة جدًا لأنها بتدينا الفرصة نتجمع مع بعض وبنستمتع بيها جدًا وبتوفر جو عائلي بين الناس».

يأتي «أمين» إلى مصر مرتين في العام، ولا يشعر فيها بالغربة في ظل تميز أبناؤها بالطيبة وحسن التعامل، ويرى أن الفن المصري بأنواعه المختلفة فرض نفسه بقوة في الدول العربية، وأن محمد حماقي يتميز بالبساطة والجمال في حضوره وأدائه وهو أقرب الفنانين المصريين إلى قلبه.