عبد الرحمن سامح، يبلغ من العمر 12 عامًا، ترك مدرسته الابتدائية، وانتقل إلى أخرى في منطقة جسر السويس بمحافظة القاهرة، وذلك بعدما قررت العائلة تغيير مسكنهم؛ ليُقابله زملاؤه الجدد بالرفض والاستهزاء والسخرية؛ نظرًا لأنه ضيف جديد وغير مرغوب فيه، ليقرر الطالب بالتعاون مع أخيه الأصغر «ياسين»، البالغ من العمر 9 أعوام، بث فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لمحاربة تلك التصرفات السيئة، وذلك بمساعدة والدتهما.
تحكي رشا شفيق، والدة الطفلين، عن أسباب اتجاه نجليها إلى عمل محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد تعرض ابنها الأكبر «عبد الرحمن» للتنمر من بعض أصدقائه، طلب من والدته محاربة هذه الصفة السيئة، التي أصبحت منتشرة إلى حد كبير خاصة بين الأطفال، فقام بعمل فيديو يعرض فيه طريقة بسيطة لإيصال الفكرة إلى الناس: «جاب ورقة وطلب من أخوه الصغير يقول صفة مش حلوة، يعني مثلاً يقول انتي مش حلوة، فيقوم عبد الرحمن يكسر حتة من الورقة وهكذا، وفي الآخر يقوله اتأسفلها والورقة مترجعش زي ما هي».
التنمر أحد أسباب بث محتوى على مواقع التواصل
أصبح الهدف من فيديوهات «ياسين» و«عبد الرحمن»، إيصال رسالة بأن التنمر يدمر الإنسان، ومن هنا قامت «رشا» بعمل قناة وصفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى تعليم الأطفال التصرفات الصحيحة، والبعد عن كل ما هو خاطئ وبأن الأم والأب هما الجيش الأساسي لأبنائهم.
تشارك «رشا» في مساعدة أبنائها على بث محتوى الفيديوهات، ومساعدتهما في الدراسة من جهة أخري، وخاصة «ياسين» المقيد في الصف الرابع الابتدائي، أما «عبد الرحمن» في الصف الأول الإعدادي: «أنا مبظهرش في القناة بس بطلع بصوتي، وبساعد الأولاد على المذاكرة عشان مش بياخدوا دروس خالص بيروحوا المدرسة بس، ومنهج رابعة ابتدائي اللي الناس كلها قالت عليه صعب ابني قدر يتغلب عليه بالاجتهاد».
أمنيات «ياسين» و«عبد الرحمن»
وتعبر «رشا» عن أمنيات أبنائها، فـ«ياسين» يحلم بأن يصبح ضابط شرطة، لمحاربة كل التصرفات الخاطئة، أما «عبد الرحمن» يتمنى دخول كلية الهندسة.