حين يصب الاحتلال الإسرائيلي حممه البركانية من السماء على قطاع غزة، يهرع السكان إلى الشوارع، وتلتقط الآذان أصوات أزيز الطائرات، يختبئ الجميع في مكان يظنون أنه آمنًا، وحين تسكن الأجواء وتمتلأ المدينة بصوت صفير الصاروخ، قبل أنّ يصيب المباني فتخر على رؤوس ساكنيها، يجد ذوو الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم أنفسهم، تحت نيران وبطش الاحتلال بسبب انفصالهم عن الواقع، ما يتسبب في معاناة مضاعفة بين الخوف والقصف.
الصمم يمنع ذوي الاحتياجات الخاصة من النجاة
«أحمد وولاء» زوجان فلسطينيان يقطنان في قطاع غزة وشهدا حروبها على مدار السنوات الماضية، إلاّ أنّ هذه المرة هي الأقسى والأعنف على أسرتهما المكونة من 3 أبناء، إذ يقول «محمد» 35 عامًا، إنّه وزوجته الثلاثينة من الصم، الأمر الذي يحول دون سماعهما لصوت القصف في المنطقة، وبالتالي النزوح وحماية أطفالهما من المصير الذي رسمه الاحتلال الإسرائيلي لسكان القطاع.
ويضيف «أحمد» لـ«»: «ما أقدرش أمشي لوحدي بسبب عدم إدراكي أو سماعي للأصوات من حولي، ومحمد ابني الكبير عنده 10 سنوات، هو اللي بييجي يكلمنا بلغة الإشارة ويعرفنا أنه صار قصف قريب من البيت، فبنقوم أنا وأمه نشيل أغراضنا وننزح لمكان تاني لسه ما انقصف».
خوف من البقاء تحت الأنقاض
معاناة الزوجين لا تتوقف فقط عند الخوف من القصف، بل امتد الأمر إلى معاناة أخرى، وهي القلق من أن ينتهي بهما الحال تحت الركام: «لو متنا على طول فهذا لطف الله بنا، لكن أنا خايف على زوجتي وأولادي لو صرنا تحت الأنقاض ولسه عايشين، هنموت، لأني مش هقدر أنادي على المسعفين أو الدفاع المدني عشان ينقذونا»، يقول «محمد» إنّ ذلك الهاجس لا يفارقه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل شهر: «بدعي دايمًا أنه لو نزل الصاروخ على البيت، نستشهد كلنا على طول عشان ما نعيش إحساس البقاء تحت الدمار».